الروائي الأمريكي بول أوستر يودع الحياة

مجلة أصوات

توفي أمس الثلاثاء، 30 نيسان/أبريل الفائت، الكاتب والروائي الأميركي بول أوستر (1947 – 2024) عن عمر يناهز 77 عامًا في منزله في بروكلين بمدينة نيويورك، بعد مضاعفات سرطان الرئة الذي أعلنت زوجته، الكاتبة سيري هوستفيدت، عن إصابته به أواخر العام الفائت.

يُعد أوستر واحدًا من أهم الكتّاب الأميركيين المعاصرين، وقد وصفه ملحق “التايمز” الأدبي البريطاني بأنه: “أحد أكثر كتّاب أميركا إبداعًا بشكل مذهل”، ووصفه بعض النقّاد بأنه أحد حرّاس ماضي بروكلين وذاكرتها. ولم تقتصر شهرته على بلاده فقط، بل امتدت إلى مختلف أنحاء العالم، وخاصةً فرنسا التي عاش في عاصمتها عدة سنوات في سبعينيات القرن الفائت.

ولد أوستر في مدينة نيو آرك بولاية نيو جيرسي، شمال شرق الولايات المتحدة، سنة 1947. أكمل دراسته الجامعية في جامعة كولومبيا قبل انتقاله إلى العاصمة الفرنسية باريس مطلع سبعينيات القرن الفائت، حيث عمل في وظائف مختلفة بينها الترجمة، وذلك قبل عودته إلى الولايات المتحدة سنة 1974 برفقة صديقته ليديا ديفيس، التي تزوّج منها في 1977.

يُعد أوستر واحدًا من أهم الكتّاب الأميركيين المعاصرين، وقد وصفه ملحق “التايمز” الأدبي البريطاني بأنه: “أحد أكثر كتّاب أميركا إبداعًا

وفي عام 1979، توفي والد بول أوستر، صموئيل. وقد دفعت هذه الحادثة بالراحل إلى كتابة “اختراع العزلة”، الذي صدر عام 1982، ويتضمن مذكراته المرتبطة بعلاقته بوالده. وبعد ذلك بـ3 سنوات، في 1985 تحديدًا، نشر أوستر روايته الأولى “مدينة الزجاج” بعد أن رفضها 17 ناشرًا، وقبلت مطبعة صغيرة في كاليفورنيا بنشرها. والرواية أولى روايات ثلاثية نيويورك، التي أطلقت مسيرته وصنعت مكانته الأدبية.

وبحسب النقّاد، فإن الصدفة والقدر يُعتبران سمتان بارزتان في أغلب أعماله، وذلك لم يأتِ من فراغ، إذ أعاد البعض شغفه بهذين الموضوعين إلى حادثة قال إنها غيّرت حياته، وكان يفكر فيه بصورة يومية. ففي الـ14 من عمره، شاهد أوستر صاعقة تضرب طفلًا وتقتله على الفور على بعد أمتار قليلة منه. وستحضر هذه الحادثة بصيغة مختلفة، وتحت عنوان “الصدفة”، في روايته “4 3 2 1” (2017).

وذكر بول أوستر، في العديد من حواراته، أنه كان يكتب ست 6 ساعات يوميًا، وغالبًا 7 أيام في الأسبوع. كمان كان حريصًا، في مرحلة معينة من حياته، على إصدار كتاب جديد سنويًا. وقد بلغت حصيلة إصداراته 34 عملًا بينها 18 رواية، بالإضافة إلى العديد من المذكرات والسير الذاتية والمسرحيات وسيناريوهات الأفلام، عدا عن القصص والمقالات والقصائد.

ومن رواياته: “مدينة الزجاج” (1985)، و”أشباح” (1986)، و”الغرفة المقفلة” (1986)، وقد صدرت الثلاثية في رواية بعنوان “ثلاثية نيويورك”. بالإضافة إلى: “قصر القمر” (1989)، و”تمبكتو” (1999)، و”كتاب الأوهام” (2002)، و”حديقة الغروب” (2010)، و”4 3 2 1″ (2017)، وروايته الأخيرة “بومغارنتر” (2023).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.