وعرف هذا اللقاء الذي نظمته اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة بشراكة وتعاون مع منظمات اليونسكو والألكسو والإيسيسكو، وعرف مشاركة خبراء وباحثين من جميع التخصصات المتعلقة بأخلاقيات البيولوجيا، والطب، والعلوم والتكنولوجيا، وعلم الاجتماع، والفقه الإسلامي، وغيرها، فرصة لتبادل مثمر للآراء ووجهات النظر بخصوص موضوع أخلاقيات البيولوجيا.
وأبرز المشاركون في هذا اللقاء أهمية التعليم والتكوين في مجال الأخلاقيات البيوطبية والبيوتقنية، وإضفاء الطابع المؤسسي على أخلاقيات البيولوجيا من خلال إنشاء لجنة وطنية لأخلاقيات البيولوجيا، واللوائح المتعلقة بالمساعدة الطبية على الإنجاب، والطب الوراثي.
كما تم التأكيد خلال هذه التظاهرة، على أن الأخلاقيات البوطبية والبيوتقنية تروم حماية حقوق الإنسان الأساسية من الانتهاكات التي يمكن أن تنجم عن الابتكارات التكنولوجية الحيوية.
وأكد الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، جمال الدين العلوة، في كلمة بالمناسبة، على الدور المهم والمساهمة التي يمكن أن تقدمه اللجنة في مجال أخلاقيات البيولوجيا في المغرب من حيث توفرها على شبكة غنية من الخبراء من بين أعضائها، بالإضافة إلى الإمكانيات التي تتوفر عليها عبر شركائها المؤسساتيين التقليديين (اليونسكو والإيسيسكو والألكسو).
من جانبه، استحضر مدير المكتب الإقليمي لليونسكو لدى الدول المغاربية، إيريك فالت، الإعلان العالمي لأخلاقيات البيولوجيا وحقوق الإنسان، الذي يقر بالترابط بين الأخلاق وحقوق الإنسان في مجال الأخلاقيات البيولوجية، مشيرا إلى أن هذا الإعلان يحث الدول الأعضاء على تعزيز التعليم والتكوين في هذا المجال والنقاشات المواطنة المتعلقة بهذه المسألة، وتشجيع إنشاء لجان الأخلاقيات البيولوجية.
من جهتها، أبرزت عضو اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، نزهة بوعمود، ضرورة اعتماد مقاربة متعددة التخصصات وقائمة على المواطن في مجال أخلاقيات علم الأحياء، داعية إلى تعزيز جهود التثقيف والتوعية بها.
وأبرزت بوعمود الحاجة إلى التفكير في أخلاقيات البيولوجيا في تطبيقاتها أمر يطرح نفسه بإلحاح، وذلك بالنظر إلى ما يمكن إثارته من قضايا أخلاقية تتعلق بالقيم الأساسية للإنسانية، مثل البنوة والأمومة وأهمية الحياة.