الحفاظ على صحة العظام عند المسنين

بقلم د. مبارك أجروض

 

تؤدي العظام العديد من الوظائف في الجسم؛ حيث توفر الشكل الهيكلي للجسم وتحمي الأعضاء وتحمل العضلات وتخزن الكالسيوم. على الرغم من أنه من الضروري بناء عظام قوية وصحية في مرحلتي الطفولة والمراهقة، فيمكن أيضًا اتخاذ خطوات في مرحلة البلوغ لحماية صحة العظام.

فمع التقدم في العمر تتدهور قوة العظام وتقل قدرتها على التحمل، لأن الشيخوخة تؤثر على صحة العظام والمفاصل، فإن من المهم الحفاظ على قوة وتوازن وصحة العظام خلال كافة مراحل الحياة.

وفي هذا الصدد، تقدم أخصائية جراحة العظام في عيادات السعودي-الألماني د شارميلا تولبول نصائح مهمة، يجب وضعها في الاعتبار للحفاظ على صحة العظام.

* أهمية العظام للصحة

تتغير العظام بصورة مستمرة، حيث تتكوّن عظام جديدة وتتآكل العظام القديمة. ففي سنٍ صغيرة، كان الجسم يكوِّن عظامًا جديدة أسرع من تآكل العظام القديمة، وبهذا الشكل تزداد كتلة العظام. ويصل معظم الناس للحد الأقصى لكتلة العظام في سن 30 عامًا تقريبًا. بعد ذلك، تستمر إعادة تشكيل العظام، إلا إنك تفقد كتلة عظام أكبر قليلاً من الكتلة التي تكتسبها.

إن مدى احتمالية الإصابة بهشاشة العظام، وهي حالة تجعل العظام ضعيفة وهشة، تعتمد على حجم كتلة العظام التي تكتسبها في الوقت الذي تصل فيه إلى سن الثلاثين، ومدى سرعة خسارتها بعد ذلك. فكلما اكتسبت كتلة عظمية أكثر، زادت كثافة العظام لديك، وانخفضت احتمالية إصابتكَ بهشاشة العظام مع تقدمكَ في العمر.

* تمرينات القوة والمرونة

تعد تمرينات القوة والمرونة من الأنشطة المهمة، التي تعود بالفائدة على صحة العظام، في الوقت الذي نجد فيه أن الخمول، عدو حقيقي مع التقدم في العمر، خاصة أن المفاصل يمكن أن تفقد تقريبا نصف قدرتها على حركتها.

ومن ثم، فإن أي إصابة قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة. ولذا، فإن ممارسة تمرينات الإطالة والمشي بصورة منتظمة تساعد في الحفاظ على صحة ومرونة المفاصل والعضلات.

والمشي هو عبارة عن تمرين للمفاصل لحمل وزن الجسم. ومن الثابت أن التمارين المنتظمة ذات التأثير المنخفض تبطئ تدهور صحة العظام والمفاصل. بمعنى آخر كلما كان هناك حرص على ممارسة رياضة المشي، أصبحت عظام الوركين والساقين أقوى.

وينطبق هذا الأمر كذلك على الذين يعانون من مرض التهاب المفاصل، الذي يعتبر من الآلام المصاحبة للشيخوخة.

* نظام غذائي يُراعي صحة العظام

من المعروف بصورة عامة أن تناول البروتينات الخالية من الدهون والعناصر الغذائية الغنية بالألياف مثل الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة هو الخيار الأفضل للصحة.

ولعل هذا الأمر ينطبق بشكل خاص على كبار السن. فعلى سبيل المثال، مع التقدم في العمر، يتباطأ عمل الجهاز الهضمي.

ولذا، فإن الألياف في هذه الحالة هي أفضل صديق للفرد؛ لأنها تساعد في سهولة الهضم. وبالمثل، فإن الكالسيوم والفيتامين D يعتبران من العناصر الهامة لصحة العظام، حيث يُساعد فيتامين D في امتصاص الكالسيوم بشكل فعال من الأطعمة. كما تعد الأسماك أحد الأطعمة الرئيسية، التي تحتوي على نسبة طبيعية مرتفعة من فيتامين D.

كما يجب العمل على إضافة بعض المواد الغذائية المفيدة لصحة العظام إلى قائمة الغذاء مثل الخضروات الورقية، كاللفت، والسبانخ، والبروكلي؛ وتناول الأطعمة الغنية بأوميغا-3 مثل السلمون، والسردين، وتناول الفواكه والمكسرات مثل التين، واللوز، والجوز، علاوة على تناول البقوليات مثل الفاصوليا، الحمراء، والسوداء.

* تجنب العادات غير الصحية

يؤدي التدخين وشرب الكحوليات إلى إضعاف العظام. ومن ثم، يُنصح بالابتعاد عنها لتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام. ويمكن للمرء تجنب الكثير من الألم في المستقبل باتخاذ خيارات صحيحة.

 *مساعدة الطبيب

إذا كان الشخص يهتم بصحة عظامه أو يخشى من عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام ومن ضمنها التعرّض لكسور العظام، فعليه استشارة الطبيب. فقد ينصحه الطبيب بإجراء فحص كثافة العظام. حيث إن النتائج ستساعد الطبيب في قياس كثافة العظام لديه ومن ثم تحديد معدل خسارته للعظام.

وبتقييم هذه المعلومات وتحديد عوامل الخطر المعرّض لها، يمكن للطبيب تحديد ما إذا كان الشخص من المرشحين لتناول دواء يساعد في إبطاء خسارة العظام أم لا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.