بقلم د. مبارك أجروض
على الرغم من وجود أسباب عديدة لالتهاب الكلى البكتيري Pylonéphrite إلا أنه يمكن الشفاء منه إذا تمت المتابعة والتشخيص المبكر، تعد الكلية من أهم أعضاء الجهاز البولي، ورغم حجمها الصغير إلا أن لها وظائف مهمة في جسم الإنسان، إذ أنها تعد جهاز الترشيح الرئيس لتنقية الجسم من السموم والمحافظة على ميزان الماء والأملاح، لذلك يجب الانتباه إلى أية علامات أو أعراض من شأنها أن تشير إلى خلل في وظائفها.
إن التهاب الكلى البكتيري هو أحد أشكال عدوى المسالك البولية الخطيرة، لأنه إذا لم يتم علاجه مبكرا وبشكل صحيح فقد يسبب تلفا دائما في الكلية، أو انتشار العدوى للدم والتسبب بصدمة تسممية (empoisonnement du sang)، مهددة للحياة. وقد تشمل علاماته الحمى، الألم في الظهر أو الجنب أو الأربية، الألم في البطن، التبول المتكرر، الرغبة الملحة والمستمرة في التبول، الإحساس بالحرقة أو الألم عند التبول، وجود صديد أو دم في البول ورائحة سيئة للبول أو بول متعكر.
وعلى الرغم من وجود أسباب عديدة لالتهاب الكلى، إلا أنه يمكن علاج التهاب الكلى إذا تمت المتابعة والتشخيص المبكر، رغم الإزعاج والارتباك الذي يسببه.
* أسباب التهاب الكلى البكتيري
عادةً ما يحدث التهاب الكلى البكتيري عندما تدخل بكتيريا إلى المسالك البولية من خلال الإحليل وتبدأ بالتكاثر. وأحيانا، يمكن أن تنتقل البكتيريا المسببة للعدوى في أي مكان من الجسم عبر مجرى الدم إلى الكلى. على سبيل المثال، إذا كان الفصل الصناعي أو الصمام في القلب يعوض حامله للعدوى. ونادرًا ما تنتج عدوى الكلى بعد عملية جراحة الكلى.
* الأشخاص الأكثر عرضة لالتهاب الكلى البكتيري
ـ النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الكلى البكتيري من الرجال، لأن الإحليل عند النساء أقصر منه عند الرجال، لذا تستطيع البكتيريا الانتقال عبر مسافة أقل من خارج الجسم إلى المثانة. أيضًا يزيد قرب المسافة بين الإحليل والرحم وفتحة الشرج من فرص دخول البكتيريا إلى المثانة.
ـ وجود انسداد في الجهاز البولي Obstruction urinaire يبطئ تدفق البول أو يقلل القدرة على إفراغ المثانة بشكل كامل عند التبول، مثل حصوات الكلى أو تشوهات هيكلية في الجهاز البولي أو تضخم غدة البروستاتا.
ـ ضعف جهاز المناعة، مثل مرض السكري والإيدز وبعض الأدوية، مثل العقاقير المتناولة لمنع رفض الجسم للأعضاء المزروعة.
ـ تلف الأعصاب حول المثانة Lésions nerveuses autour de la vessie، ما يسبب حجب الإحساس بالتهاب المثانة بحيث لا يمكن الانتباه عندما يتطور الأمر إلى عدوى الكلى.
ـ استخدام قسطرة بولية لفترة طويلة.
ـ حالة الارتداد البولي الحالبي Cas de reflux urétral، حيث ترتد كمية صغيرة من البول من المثانة إلى الحالبين والكلى. وقد يعاني المصابون بالارتداد البولي الحالبي من عدوى الكلى المتكررة أثناء الطفولة وتزيد خطورة الإصابة بعدوى الكلى أثناء الطفولة والبلوغ.
* مضاعفات التهاب الكلى البكتيري
وتتمثل في تلف دائم بالكلية، تسمم الدم وإنجاب أطفال منخفضي الوزن لدى الحوامل المصابات بالتهاب الكلى البكتيري.
* تشخيص التهاب الكلى البكتيري
غالبًا ما يقوم الأطباء بتشخيص عدوى الكلى البكتيري استنادًا إلى العلامات والأعراض، مثل الحمى وألم الظهر. وإذا اشتبه الطبيب في الإصابة بعدوى الكلى، فقد يطلب عينة من البول لتحديد ما إذا كانت هناك بكتيريا أو دم أو صديد في البول، أو عمل مزرعة دم، للتحقق من وجود البكتيريا أو أي كائنات حية أخرى في الدم. قد تتضمن الاختبارات الأخرى التصوير بالموجات فوق الصوتية أو الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب Tomodensitométrie أو نوعا من صور الأشعة السينية يُسمى إفراغ المثانة لتصوير المثانة والإحليل Vidange de la vessie pour cystourétrographie.
* علاج التهاب الكلى البكتيري
تعتبر المضادات الحيوية الخط العلاجي الأول لالتهاب الكلى البكتيري. وتعتمد نوعية الأدوية المستخدمة وطول فترة استخدامها على الحالة الصحية والبكتيريا الموجودة في اختبارات البول. وتبدأ علامات وأعراض عدوى الكلى في الاختفاء خلال بضعة أيام من العلاج. ولكن قد تحتاج إلى الاستمرار في تناول المضادات الحيوية لمدة أسبوع أو أكثر. ويجب تناول دورة المضادات الحيوية بأكملها التي أوصى بها الطبيب لضمان علاج العدوى بالكامل. وبالنسبة للعدوى الشديدة، قد يتم علاجك في المستشفى تحت الإشراف الطبي.
ولتقليل الألم أثناء التعافي يمكن استخدام كمادة تدفئة على البطن أو الظهر أو على الجانب لتقليل الشعور بالضغط أو الألم، وتناول مسكن للألم مثل acétaminophène وتناول الماء بانتظام. ويجب تجنب القهوة والمشروبات الكحولية حتى الشفاء من العدوى.
* الوقاية من التهاب الكلى البكتيري
وتتمثل في تناول الكثير من السوائل، خاصةً الماء، للتخلص من البكتيريا عند التبول، الإكثار من مرات التبول، وتجنب تأخير التبول عند الشعور بالحاجة لذلك، إفراغ المثانة بعد الجماع، المسح بحرص من الأمام وحتى الخلف بعد التبول أو التغوط لتجنب دخول البكتيريا إلى الإحليل وتجنب استخدام المنتجات النسائية في منطقة الجهاز التناسلي، مثل بخاخات مزيل العرق أو الغسول.