التعاون الاستراتيجي بين روسيا وإيران

لدوائر السياسية في الغرب، تطورات علاقات “التعاون الاستراتيجي” بين روسيا وإيران، وترى أن موسكو تبحث عن فتح منافذ لعلاقاتها الخارجية للخروج من دائرة العقوبات و«العزلة الغربية» التي فرضت عليها، وأن اتفاقية التعاون الشاملة مع إيران، تحمل رسالة موجهة لواشنطن.

وكان الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أعلن اليوم الاثنين، أن وزارتي الخارجية الإيرانية والروسية تبادلتا مسودات اتفاقية شاملة طويلة الأمد للتعاون بين البلدين.

وأضاف الرئيس الإيراني: “هناك برنامج تعاون شامل بين روسيا وإيران، تم تبادل نصه الأولي بين وزارتي خارجية الدولتين، وأعتقد أننا سننتقل قريبا إلى المرحلة النهائية في هذا الاتجاه”.وشدد الرئيس الإيراني على “الطابع الاستراتيجي لتعاون إيران مع روسيا”.

ونوه بأنه لا يزال موجودا على جدول الأعمال تطوير ممر “الشمال والجنوب” والعمل مستمر فيه، ومن المفترض أن تكون مدة الوثيقة التي سيتم إبرامها، 20 عاماً.

ومن جانبه وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الدول الإسلامية بأنها شريك تقليدي لروسيا في حل العديد من القضايا الملحة في الأجندة الإقليمية والعالمية، وفي الجهود المبذولة لبناء نظام عالمي أكثر عدلا وديمقراطية.

 

علامات على طريق اتفاقية  التعاون الشاملة

 

وذكرت الدوائر السياسية في موسكو، أن  زبارة  الرئيس بوتين لإيران الشهر الماضي، 21  يوليو/ تموز، هي الأكثر أهمية على مدار فترة حكمه قاطبة، وقد أتت ثمارها. وقبل الزيارة وضع بوتين بعض الأوراق على الطاولة، فقد أطلق أخيرا الممر بين الشمال والجنوب، والذي يربط روسيا بالهند عبر إيران. والذي ظلت إيران تضغط من أجله منذ عهد أحمدي نجاد، إلا أن المشروع تم تجميده.

وفي 11 يوليو/ تموز، ظهرت أنباء بشأن شراء روسيا لطائرات مسيرة إيرانية، وفي 15 يوليو/تموز، وقّع بوتين قانونا بشأن التجارة الحرة لإيران مع “الاتحاد الاقتصادي الأوراسي”، وقيل إن روسيا ستستثمر 7 مليارات دولار في حقل أزاديغان الواقع على الحدود الإيرانية العراقية.

وقررت موسكو  أن ترفع بجدية رهانها  على التعاون مع إيران، فوقعت شركة «جازبروم» الروسية مع الشركة الوطنية الإيرانية للنفط NIOC مذكرة تفاهم بقيمة 40 مليار دولار، تخطط بموجبها «جازبروم» للاستثمار في حقول الغاز في كيش، وشمال بارس، وجنوب بارس، وقد قاتلت «توتال» الفرنسية و«إيني» الإيطالية والصينيون بشدة من أجل الحقل الأخير. لكن حتى الصينيين بما أسموه «صفقة القرن» بقيمة ربع تريليون دولار لم يتمكنوا من إغراء الإيرانيين للحصول على جنوب بارس.

وترى  صحيفة «يوليا يوزيك» الروسية، أنه ليس أدل من اتفاق بوتين وخامنئي على أمر ما أكثر من دعم الزعيم الإيراني، بشكل غير مباشر، للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا،  بقوله إنه «إذا لم تكن روسيا قد اتخذت زمام المبادرة، لكان الطرف الآخر قد بادر بشن الحرب»، وإعلانه من خلال جنرال عسكري عن «استعداده لتصدير السلاح».

تلك العلامات والشواهد على طريق التعاون الثنائي « الإيراني ـ الروسي»، أثارت هواجس القلق في الغرب، وتحدبدا داخل واشنطن، التي تلقت رسالة الإعداد لاتفاقية تعاون شاملة طوبلة الأمد «استراتيجيا» بين موسكو وطهران بعدم ارتياح، وبدأت تتحسب لما بعد توقيع الاتفاقية الشاملة، ونتائج مثل هذا التحالف في الاستثمارات والشراكات، وأيضا في النفط والغاز، وسوريا والعراق وإمدادات الأسلحة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.