بقلم د. مبارك أجروض
يعد الزئبق الموجود في المأكولات البحرية خطيرًا على الصحة وتعد الأسماك من أفضل الأطعمة التي يمكن تناولها لتعزيز الصحة، فهي غنية بالبروتين، والمغذيات، والدهون الصحية، وغير أن هناك أنواع منها تحتوي على مستويات عالية من الزئبق التي قد تسبب أمراضا خطيرة.
وعلى الأشخاص الذين هم من عشاق السمك والمأكولات البحرية، ان ينتبهوا إلى الزئبق خاصة وأنه مصنف بكونه من السموم العصبية، بما يعني أنه يتعين على محبي أكلات السمك تناوله في العموم بكميات معتدلة لتلافي هذا الخطر.
* الفوائد الصحية لتناول السمك
السمك من المصادر الغنية بأحماض أوميغا-3 الدهنية، المفيدة للدماغ وعضلة القلب، فضلا عن احتوائه على قدر كبير من الكالسيوم وغيره من العناصر المغذية، وهذا الأمر من ضمن الأسباب التي تجعل جمعية القلب الأمريكية توصي دائما بضرورة تناول السمك مرتين على الأقل كل أسبوع، كجزء من الحمية الغذائية الصحية. ومع هذا، فإن السمك يحتوي في المقابل على مستويات مرتفعة من الزئبق، الذي يعتبر من السموم العصبية، والذي بالطبع لا ينصح بإدخاله الجسم بكميات زائدة أو مفرطة.
* وجود الزئبق في السمك
يعتبر الزئبق من العناصر الطبيعية في الحياة، وطبيعي أن يتواجد في البحار والمحيطات، فضلا عن نشاطات الإنسان التي تؤدي لانبعاثه في البيئة، مثل عمليات حرق الفحم، عمليات تعدين الذهب وغيرها من أنشطة التصنيع، التي يكون لها دور في ذلك أيضا.
* أسباب خطورة الزئبق في الأسماك على الصحة
يعد الزئبق من المعادن الثقيلة الموجودة بشكل طبيعي في الهواء، والماء، والتربة، كما يتم إطلاقه في البيئة من خلال العمليات الصناعية، مثل: حرق الفحم، أو الأحداث الطبيعية كالانفجارات. وتمتص الأسماك والمحار تركيزات منخفضة من الزئبق بسبب تلوث مياه البحار به، الأمر الذي يتسبب في انتقال ميثيل الزئبق méthylmercure الذي يعد من المواد السامة إلى من يتناوله، ويعتبر ميثيل الزئبق من المركبات التي قد تسبب مشاكل صحية خطيرة على المدى الطويل، والتي منها قد يصيب ويؤثر على كل من الدماغ أو القلب.
وتحتوي بعض الأسماك والمحاريات على مستويات عالية من الزئبق، فقد تلحق الضرر بالجنين، والأطفال الرضع، والنساء الحوامل عند الإفراط في تناولها. لدرجة أن إدارة الغذاء والدواء (FDA)، ووكالة حماية البيئة (EPA) تنصحان النساء الحوامل، والأمهات المرضعات، والأطفال الصغار بتجنب بعض أنواع الأسماك عالية الزئبق.
* أعراض التسمم بالزئبق في الأسماك
قد يعاني الأشخاص البالغين المصابين بالتسمم بالزئبق في الأسماك، من هذه الأعراض من ضعف في العضلات، فقدان الأعصاب من اليدين والوجه، مشاكل في المشي ومشاكل في الرؤية.
وتتمثل أعراض تسمم الرضع والأطفال الصغار الذين تعرضوا لمستويات عالية من الزئبق في الصعوبة في التعلم، ضعف المهارات الحركية، تأخر في الكلام والتنمية والمشاكل المرتبطة بالنظر.
* التسمم بالزئبق
الزئبق عنصر يوجد بشكل طبيعي في التربة، الماء والهواء. ورغم أن وجود كميات صغيرة منه في الطعام قد لا يؤثر على الصحة، لكن الإكثار منه قد يكون ساما. ومع أن معظم الناس يربطون بين التسمم بالزئبق وبين تناول السمك، لكنه قد يحدث أيضا نتيجة أسباب أخرى، مثل التعرض للزئبق الذي ينبعث من الحاويات أو الأجهزة والمواد التي تحتوي على زئبق، مثل موازين الحرارة وحشوات الأسنان.
* أشهر أنواع السمك الغنية بالزئبق
سمك التونة الكبير، سمك القرش، سمك أبو سيف، سمك مرلين وسمك الماكريل الملكي.
* أشهر أنواع السمك قليلة الزئبق
السلمون، السلمون المرقط، السردين، الأنشوجة، سمك الرنجة، سمك القد، سمك البولاك والمحار (الجمبري أو الأسقلوب).
* قلق محبي السمك من خطر الزئبق
بشكل عام، يمكن القول بأن فوائد تناول السمك تتفوق على الأخطار المحتمل أن تنتج عن الزئبق، لكن ما يُنصَح به هو التدقيق في أنواع السمك والابتعاد قدر المستطاع عن الأنواع الغنية بالزئبق والتركيز على الأنواع التي ينخفض بها الزئبق.
* تجنب التسمم بالزئبق المرتبط بالسمك
يمكن لعشاق ومحبي السمك تجنب ذلك باختيار الأسماك الصغيرة من مصادر مستدامة؛ لأن ذلك يضمن لهم الحصول على مستويات عالية من أحماض أوميغا-3 الدهنية وكميات منخفضة من الزئبق.