الاكتظاظ يطبع الدخول المدرسي الجديد بعد سنتين من هاجس وتداعيات كوفيد-19

المضيق-خولاني عبد القادر

 

عرفت المؤسسات التعليمية التابعة للمديرية الإقليمية للتربية والتعليم الاولي والرياضة بالمضيق الفنيدق على غرار باقي المؤسسات التعليمية بالمغرب، انطلاق الدراسة بشكل فعلي يوم الاثنين 05 شتنبر 2022، بجميع الأسلاك الدراسية، مقارنة بالموسم الدراسي الماضي 2021/2022، الذي كان مطبوعا بتداعيات جائحة كوفيد-19، وذلك تنفيذا للمقرر الوزاري للسيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة رقم 011.22 بتاريخ 28 يونيو 2022 في شأن تنظيم السنة الدراسية 2022-2023 و تحت شعار “من أجل مدرسة ذات جودة للجميع”.

 

وتنفيذا لمنهجية السيد الوزير الوصي على القطاع، التي تتسم بالابتعاد عن البيروقراطية، واعتماد منهجية القرب عبر النزول إلى الميدان بصفة شخصية للسادة المديرات و المديرين الإقليميين للتربية والتعليم، لمقاربة القضايا والاختلالات التي يعاني منها قطاع التربية والتكوين، من خلال القيام بزيارات ميدانية لتتبع الشأن التربوي بالمؤسسات التعليمية” …

 

ولتتبع وتحقيق هذه الغايات وضعت المديرية الإقليمية بعمالة المضيق الفنيدق مخططا تواصليا مع مختلف مكونات وهيئات المنظومة التربوية والنقابات التعليمية ومختلف المتدخلين والشركاء والمهتمين بالشأن التربوي، وذلك لاستعراض الترتيبات والعمليات الضرورية لضمان دخول مدرسي متميز وناجح وفق المرجعيات القانونية ذات الصلة، انسجاما مع مضامين وأهداف خارطة الطريق لتجويد المدرسة المغربية، من أجل تعليم ذي جودة يضمن الإنصاف وتكافؤ الفرص، ويخدم المصلحة الفضلى للتلميذات والتلاميذ …

 

و في هذا المجال، عملت المديرية الإقليمية خلال الدخول المدرسي الجديد على توفير كافة الظروف اللازمة لإنجاح هذه المحطة المهمة، انطلاقا من تأهيل المؤسسات التعليمية بالعمالة وتزويدها بالتجهيزات الضرورية والاهتمام بجمالية الفضاءات ونظافتها وجميع الإصلاحات الضرورية لاستقبال التلميذات والتلاميذ في أحسن الظروف، وذلك من خلال اعتماد برنامج عمل يرتكز على ثلاث محاور للتدخل: تهم بالأساس/ الإصلاحات الكبرى، عبر صفقات أشغال لتأهيل مجموعة من المؤسسات التعليمية بشكل جذري، بالإضافة إلى عمليات الصيانة الوقائية، بالعديد من المؤسسات التعليمية، من خلال الموارد المالية المتوفرة لدى جمعيات دعم مدرسة النجاح المدرسي والتي اشتغلت بالأساس على تجديد شبكات الماء والكهرباء الى جانب تأهيل فضاءاتها الداخلية والخارجية وجعل المؤسسات التعليمية جذابة، وتم الاستعانة بشكل كبير بعمال برنامج اوراش الذين ساهموا في تحسين فضاءات الاستقبال وتأهيل الفضاءات الخضراء بالمؤسسات التعليمية.

 

كما ترأس السيد المدير الإقليمي سعيد بودرا، مجموعة من اللقاءات التنسيقية والتشاورية لتنزيل الرؤية الاستراتيجية للوزارة الوصية وتحقيق أهداف شعار الدخول المدرسي مع مختلف الفاعلين في الشأن التربوي، بداية من السادة رؤساء المصالح، والسيدات والسادة مديري المؤسسات التعليمية، والسيدات والسادة المفتشين التربويين، إضافة إلى الفرقاء الاجتماعيين وجمعيات الآباء وامهات وأولياء أمور التلاميذ وجمعيات المجتمع المدني المهتمة بالشأن التربوي، قصد التشاور وتوحيد الرؤى ووضع تصورات مشتركة حول السبل الكفيلة بتحقيق دخول مدرسي ناجح يحقق الجودة للجميع.

 

كما تم العمل على مواكبة المؤسسات التعليمية المحتضنة للتلميذات والتلاميذ في وضعية إعاقة من أجل توفير الظروف الملائمة لاستقبال هذه الفئة من المتعلمين، التي تحظى باهتمام ملكي وحكومي عبر العمل على تنزيل التوجيهات الملكية وكذلك البرنامج الحكومي 2021/2026 والذي خصص 500 مليون درهم لدعم الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة.

 

ومن أجل تأمين الدخول المدرسي بشكل سلس و آمن بمختلف المؤسسات التعليمية على الصعيد الإقليمي، قامت مصالح المنطقة الأمنية بعمالة المضيق الفنيدق بتنسيق مع المديرية الإقليمية للتعليم، بمجهودات مكثفة من أجل تأمين المؤسسات التعليمية في محيط ها أو بالقرب منها ، بالإضافة إلى وضع برنامج سنوي للتوعية والتأطير الميداني.

 

 كما تفيد الإحصائيات الرقمية أنه خلال هذا الدخول المدرسي ، بلغ عدد التلاميذ الذين التحقوا بمختلف المؤسسات التعليمية بإقليم المضيق الفنيدق ، أزيد من 50 ألف تلميذة وتلميذ ، يتوزعون على 28 ألفا و 740 تلميذا بالمستوى الابتدائي، من بينهم 14 ألفا و815 تلميذة، و14 ألفا و220 تلميذا بالمستوى الإعدادي، من بينهم 7 ألف 284 تلميذة، و7682 تلميذا بالمستوى الثانوي التأهيلي ، من بينهم 4564 تلميذة ، حيث بلغ عدد المؤسسات التعليمية التي خصصت لاستقبال التلاميذ والتلميذات بالإقليم خلال الموسم الدراسي الجاري 71 مؤسسة تعليمية تتوزع على 41 مؤسسة ابتدائية ، من بينها 08 بالعالم القروي تضم 867 قسما و977 أستاذا للتعليم الابتدائي، و 18 مؤسسة ثانوية إعدادية، من بينها مؤسستين بالعالم القروي، تضم 404 قسما و531 أستاذا للتعليم الإعدادي، و12 ثانوية تأهيلية، من بينها إثنين بالعالم القروي، تضم 263 قسما و501 أستاذا للتعليم الثانوي.

 

هذا وجدير بالذكر أن شبكة المؤسسات التعليمية العمومية بالعمالة ، تم تعزيزها بالمدرسة الجماعاتية أبي الحسن الشاذلي  بجماعة بليونش،  كما تجدر الإشارة الى أنه قد تم توسيع الطاقة الاستيعابية لمجموعة من المؤسسات التعليمية لهذا الموسم الدراسي عبر بناء 17 حجرة دراسية للتعليم العام، الى جانب بناء حجرات دراسية جديدة للتعليم الاولي، كما تمت برمجة تعويض بعض الحجرات الدراسية لاستقبال التلاميذ في ظروف جيدة، و رغم كل المجهودات المبذولة شهدت المديرية الإقليمية للتعليم فائض في الأساتذة و خصاص في بعض المواد الدراسية، كما ان نسب الاكتظاظ في صفوف التلاميذ خاصة بالتعليم الابتدائي لازالت مرتفعة  بفعل صعوبة إيجاد عقارات ملائمة لبناء مؤسسات تعليمية و نخص بالذكر هنا الحي الشعبي الديزة  بمرتيل الذي يعرف كثافة سكانية كبيرة وتتواجد به مؤسسة تعليمية واحدة تضم أزيد من 1800 تلميذة و تلميذ إضافة الى حي فم العليق وحي القلعة بجماعة المضيق الامر الذي يفرض تدخل كافة الجهات لحل هذا الإشكال .

 

والجدير بالذكر أن أغلب المديريات الإقليمية التابعة لوزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة، تعاني من مشكل توفير الوعاء العقاري المناسب لتوسيع العرض المدرسي، نتيجة بطئ مسطرة نزع الملكية والتعويض مما يعمق من إشكالية الاكتظاظ في بعض المدن وخاصة المدن ذات الجذب السكاني كمدن عمالة المضيق الفنيدق.

 

كما تم تعزيز جودة نموذج التعليم الأولي من خلال إرساء أنشطة اعتيادية بجميع مؤسسات التعليم الابتدائي: القراءة باللغتين العربية والفرنسية، وانشطة الرياضيات والأنشطة الحركية، وإطلاق برنامج وطني مبتكر للدعم التربوي لمعالجة صعوبات التعلم الرئيسية في المستوى الابتدائي من خلال أنشطة ترفيهية، فضلا عن تعزيز دور الجمعيات الرياضية المدرسية بالمؤسسات التعليمية وإدراج أنشطة جديدة خارج الزمن المدرسي في أيام الأربعاء أو السبت بجميع المؤسسات الثانوية.

 

في حين ورغم انطلاق الدراسة في الوقت المحدد ، إلا أن بعض الكتب غير متوفرة في المكتبات، وأخرى موجودة بأعداد قليلة، وهذا أدى إلى عدم اكتمال بعض الأسر عملية شراء كل ما يلزم أبناءها للدراسة، بفعل الخصاص في كتب المستوى الابتدائي، ناهين عن وجود نقص في كتب المستوى الإعدادي الذي جاء بسب التأخر ي طبع الكتب بفعل تخزف الناشرين إضافة إلى أن الدفاتر غير متوفرة بالحجم المطلوب، على اعتبار أنه تم منع استيرادها من الخارج هذا العام، والمنتج المحلي وجد نفسه رهين الظرفية الراهنة التي رفعت أسعار الورق، وهذا  بسبب ارتفاع سعر الورق بأكثر من 100 في المائة….

 

و للوقوف الفعلي على حالة الدخول المدرسي ، قام السيد سعيد بودرا النائب الإقليمي   بزيارات ميدانية تفقدية لجميع المؤسسات التعليمية التي يشرف على تدبير شؤونها، هذه الزيارات التي سعى من خلالها إلى الوقوف بصفة شخصية، على وضعية هذه المؤسسات في مختلف المجالات، وكذا على العراقيل التي من الممكن أن تعوق التدبير الإداري والتربوي، كما تروم هذه المبادرة إلى إيجاد حلول آنية لتجاوز الصعوبات أو للتخفيف من حدة تأثيرها على سير العملية التربوية ، على أساس رفع تقارير مفصلة إلى الوزارة عن هذه الزيارات وفق نموذج أعد لهذا الغرض يتضمن مجالات لتقييم المؤسسة التعليمية ووضعية الأطر التربوية والإدارية واستعمال الزمن المدرسي، كما يشمل مجال الصيانة والخدمات وكل ما يتعلق بالدعم الاجتماعي…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.