الاتحاد العام للشغالين بعمالة المضيق الفنيدق يعقد مؤتمره الإقليمي تحت شعار “صون حقوق وحريات وكرامة الطبقة الشغيلة رهين بتنظيم نقابي قوي وجاد ومسؤول”
مرتيل : خولاني عبد القادر
احتضن مقر مكتبة أبي الحسن الشاذلي بمرتيل يوم الجمعة 27 ماي الجاري، المؤتمر الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بعمالة المضيق الفنيدق، تحت شعار “صون حقوق وحريات و كرامة الطبقة الشغيلة رهين بتنظيم نقابي قوي و جاد و مسؤول ” الجمع العام الذي ترأسه الأخ مولاي عبد الواحد العلوي مبعوث المكتب التنفيذي للاتحاد العام ، بتواجد وازن لمختلف التنظيمات النقابية ، فضلا عن حضور المفتش الإقليمي للحزب الأخ محمد جبرون و الكاتب الإقليمي السابق للاتحاد الإقليمي الأخ محمد فارس الذي تم تجديد الثقة فيه بالإجماع لقيادة الاتحاد الإقليمي ….
وهذا اللقاء التنظيمي يدخل في إطار استراتيجية المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذي أقر في برنامجه تجديد هياكل كل المكاتب النقابية الإقليمية والجهوية والوطنية بكل جهات المملكة والوقوف على المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها مختلف القطاعات والبحث عن الحلول الممكنة للقضايا التي تهم الشأن النقابي بهذه المناطق …
الجمع الذي كان بالفعل متميز سواء من حيث الحضور أو النقاش، ساهم فيه مناضلي ومناضلات الاتحاد الإقليمي، أريد منه أن يكون منصة إنصات وإصغاء واستماع للمقترحات والأفكار والتفاعل مع مختلف القطاعات حول استراتيجية عمل المكتب الإقليمي المنتخب على أساس اعتماد في برنامجه التفكير الجماعي والهادف.
وقد استهل الجمع بالتقرير الأدبي الذي ألقاه الأخ عبد الإلاه مقرر المكتب الإقليمي ، مبرزا فيه ظروف انعقاد هذا المؤتمر و النتائج الإيجابية المحصل التي جاءت تتويجا لتجربة مفعمة بالنضال الجماعي الصادق و الذي أدى إلى نتائج و حصيلة مهمة رغم أن مرحلة التأسيس تميزت بصعود قيادة مركزية جديدة و تغيرات جذرية في بنية التنظيم و كذا إحداث كتابة إقليمية بعمالة المضيق الفنيدق ، بتاريخ 12غشت 2017 ، التي تميزت بهيكلة مختلف الفروع النقابية وتأسيس قاعد نضالية صلبة سواء في القطاع العام أو الخاص ، تمكن المكتب الإقليمي رغم حداثته من تحقيق انجازات و مكاسب مهمة ، و من الرفع من الوعي بالعمل النقابي الجاد و استثمار الطاقات ، و بناء تنظيم قوي تمكن من الاستجابة لطموحات و مشاغل الطبقة العاملة و الترافع على قضاياها بكل جرأة .
كما تميز اللقاء بالكلمات الترحيبية للسيد محمد جبرون المفتش الإقليمي للحزب ، الداعم الأساسي للعمل النقابي بالمنطقة ، و الذي ركز فيها على الوضع التنظيمية النقابي بالإقليم، منوها بالأنشطة التي تعرفها عدد من فروعه ، مذكرا بانطلاق مرحلة جديدة تتطلب تظافر جهود إضافية لتحقيق المطالب العادلة و المشروعة للشغيلة ، و مطالبا مناضلي الاتحاد العام للشغالين بالمنطقة بالرفع من التعبئة و وثيرة الاشتغال والعمل على توسيع قاعدة النضالية ، ملحا في كلمته على ضرورة إعطاء أهمية كبرى للتنظيم النقابي من خلال تجديد و تشبيب هياكل الاتحاد ، تماشيا مع منضور القيادة الحكيمة للأخ النعم ميارة الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب …
وفي كلمة الأخ محمد فارس الكاتب الإقليمي الذي بسط الجانب التنظيمي داعيا إلى الاستعداد المبكر واغتنام الفسحة الزمنية المتبقية للاستحقاقات الانتخابية 2026 من خلال استكمال الورش التنظيمي والعمل بيقظة وجدية على تنظيم صفوف النقابة وتكثيف الاجتماعات، مطالبا من الفروع بنشر أفكار ومبادئ النقابة وإشعاعها وتقوية قاعدته النضالية، مؤكدا على ضرورة إدماج المرأة في العمل النقابي، مع تشبيب مختلف هياكل النقابة.
و بعد العرض السياسي القيم للأخ مولاي عبد الواحد العلوي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب ، الذي استعرض فيه ، السياقات التي ينعقد فيها المؤتمر الإقليمي المشبعة بالتعبئة الوطنية العامة، مذكرا بمختلف القضايا التي تستأثر باهتمام الرأي العام ، ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي و السياسي … ، ثم أعطى بعد ذلك صورة إيجابية عامة عن الوضع التنظيمي للاتحاد العام وطنيا و جهويا و إقليميا، وفي سياق كلمته أشار الأخ عبد الواحد العلوي إلى واقع المشهد النقابي ببلادنا في ضوء المتغيرات ، التي تبوء فيه الاتحاد العام مكانة مميزة ومتقدمة، حيث حصل لأول مرة على فريق نيابي يتكون من ستة أعضاء داخل مجلس المستشارين و على رئاسة المجلس في شخص النعم ميارة مند 9 أكتوبر 2021 ، مؤكدا في نفس الوقت على ضرورة التحلي باليقظة و الحذر ، كما ذكر بالزيارات التي يقوم بها الأخ ميارة بصفته رئيس مجلس المستشارين لبعض الدول ، للتعريف بقضية وحدتنا الترابية ، و بالرسالة الموجهة إلى رئيس الحكومة في شأن الحوار الاجتماعي ..
و بعد نقاش مستفيض مفعم بمنسوب عال من الجدية و الوطنية الصادقة و الروح النضالية المتقدمة، و تشخيص موضوعي لواقع حال الطبقة العاملة بعمالة المضيق الفنيدق ، الذي عرف تدخلات كتاب و أمناء الفروع و أطر و مسؤولي هيئات النقابية على المستوى الإقليمي ، وفق ما تنص عليه القوانين المنظمة للنقابة، مؤكدين في تدخلاتهم أنهم جنود مجندة للدفاع عن مطالب الشغيلة معبرين عن اعتزازهم بالمواقفة الجادة و الواضحة للمكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب ، خاصة في هذه الظرفية الحساسة التي تتطلب تضامنا وطنيا مطلقا لتدعيم و مسايرة المجهودات الملكية فيما يخص الوحدة الترابية، كما تمت الإشادة بالمواقف الثابت و المشرف لبلادنا في دعم القضية الفلسطينية…
وبعد ذلك تم طرح للتداول ومناقشة القضايا والمشاكل والأنشطة التي تهم العمل النقابي وكذا استعراض مختلف تدخلات المكتب الإقليمي لفض نزاعات الشغل، كما جدد المؤتمرون اعتزازهم بالمواقف الجادة والواضحة للمركزية النقابية فيما يخص الحوار الاجتماعي القائم حاليا بين الحكومة والمركزيات النقابية الأكثر تمثيلية والاتحاد العام للمقاولات بالمغرب، مؤكدين أنهم مجندون لخدمة الشغيلة والصالح العام والحفاظ على المكتسبات.
و لقد دعا المؤتمرون الحكومة إلى التفاعل الإيجابي مع مذكرة الحزب بخصوص تنمية الأقاليم الحدودية ، معتبرين أن عمالة المضيق الفنيدق تعيش حيفا مجاليا حقيقيا داخل الجهة ، مطالبين بتشجيع الاستثمار بالمنطقة ودعمه بكل التحفيزات الضرورية للمساعدة في الحد من الهشاشة والبطالة التي تعيشها الساكنة ، كما عبروا عن تضامنهم مع العمال المغاربة الذين يمتلكون رخص العمل بمدينة سبتة المحتلة ، والذين تضرروا من عملية إغلاق المعبر الوهمي لمدينة سبتة المحتلة ، و نبهوا إلى خطورة التداعيات الاجتماعية على قطاع النقل والتجارة والخدمات ، كما ثمنوا مشروع منطقة الأنشطة الاقتصادية ، الذي يندرج في إطار البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية لإقليم تطوان و عمالة المضيق الفنيدق ، و الذي أنجز بغلاف مالي يفوق 200مليون درهم ، و مطالبين بالإسراع إلى إخراجه لحيز الوجود ليباشر نشاطه التجاري ، مع العمل على استفادة الساكنة من هذا المنطقة الاقتصادية الأولى من نوعها على الصعيد الوطني ، ومؤكدين أن الظرفية الحالية تتطلب تعاملا استثنائيا مع كل القضايا التي تهم مصالح الشغيلة …
وبعد نقاش مستفيض تم انتخاب المكتب الإقليمي في جو ديمقراطي وبتمثيلية كل القطاعات، وانتهى هذا العرس النضالي بتكريم ثلة من المناضلين النقابيين والسياسيين بالمنطقة.