تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، تنظم جمعية أبي رقراق النسخة 14 من المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا ، و ستتضمن هاته النسخة، التي ستمتد من 08 نونبر و إلى غاية 13 من نفس الشهر، فقرات متنوعة ، كما سيتم توزيع العديد من الجوائز القيمة، و قد عرف حفل الافتتاح حضور السيد وزير الثقافة و الشباب و التواصل، محمد بنسعيد، و تكريم أوجه فنية رسمت معالم السينما النسائية و المغربية بألوان زاهية.
فقد أعطيت إشارة انطلاق النسخة 14 من المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا ، مساء يومه الاثنين، ، بمشاركة عربية و دولية.
و المهرجان وفق تصور المنظمين يعتبر شاشة حاملة لقضايا المرأة في بعدها الكوني و الإنساني ، لما يحمله من قضايا مرتبطة بواقعها و من رسائل ترافع في تجاه تحقيق المزيد من حضورها الواعي ضمن حلقة المنتج الإيجابي في المجتمع ، من خلال منافسة فنية لأقوى الأشكال التعبيرية الحاملة لهموم المرأة و نضالها من أجل المساواة و دفاعها عن الحضور الفكري و الروحي و تسخير الجسد للسمو بنبل القضية المخزنة عبر شاشات العرض المفتوحة على المجتمع .
و سيعرف المهرجان مشاركة أربعة و ثلاثون فيلما من المغرب و كوستاريكا و تركيا و بلجيكا و ساحل العاج و كندا و اثيوبيا و سويسرا و الصين و كرواتيا و فرنسا و أرمينيا و لبنان و الكاميرون و مصر و تونس.
وستتنافس هذه الأفلام للحصول على سبع جوائز ضمنها المسابقة الكبرى للفيلم الروائي و التباري على الجائزة الكبرى للمهرجان “الإخراج” ، و جائزة لجنة التحكيم “الإخراج”، و جائزة اول عمل “السيناريست”، جائزة أحسن دور نسائي، جائزة أحسن دور رجالي.
و ضمن نفس المهرجان ستخصص عدة جوائز ضمن المسابقة الرسمية الخاصة بالفيلم الوثائقي ، و ضمنها جائزة الفيلم الوثائقي “الإخراج”، و جائزة الجمهور الشبابي التي تعج نافذة لدعم الفيلم المغربي الطويل و القصير و التي تمنح للمخرجين.
و خلال حفل الافتتاح تم تكريم كل من الفنانة المغربية “سامية أقريو”، التي تسلمت ذرع التكريم من يدي وزير الثقافة و الشباب و التواصل، محمد بنسعيد، لهاته الهامة الفنية الكبيرة و المقتدرة ليس في مجال التشخيص فحسب بل في مجال كتابة السيناريو و الإخراج و التي تشق طريقها في الاتجاه الصحيح و بثبات ، و صاحبة المفاجآت كما في ظهورها لترويج مسلسلها الرمضاني الجديد، “باب البحر” ، مستعينة بماسك يظهرها على أنها فقدت شعرها بسبب السرطان لتغوص في أعماق الدور و تعيشه بالإحساس الصادق المقترب من حقيقة المعاناة ، و هو ما أعطى لسامية التميز في مضمار العمل الدرامي .
و الفنانة ثريا العلوي ابنة ورزازات و خريجة المعهد العالي للفنون الدرامية بالرباط، بدأت مسيرتها الفنية في فيلم “حوت البر” لفريدة بورقية، ثم فيلم “الطفولة المغتصبة” لحكيم النوري، وفيلم “نساء ونساء” لسعد الشرايبي، و التي فازت في مهرجان قرطاج سنة 2006 بجائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم “طرفاية” لداود أولاد السيد .
و لإضفاء الطابع النسائي على المهرجان تم اعتماد لجان تحكيم تديرها سيدات حفاظا على تميز الملتقى و القضايا و الرسائل التي يحملها المهرجان.
كما ستقام على هامش المهرجان عدة ندوات ضمنها تقديم المؤلفات مريم آيت بلحسين، يسرا طارق، غيثة الخياط، حسن نرايس، الحبيب ناصري، مولاي ادريس الجعيدي، كما سيتم عقد لقاء صحافي مع المكرمات “سامية أقريو، و ثريا العلوي”، إضافة إلى إقامة ورشات تكوينية في مجال الكتابة السينمائية و ورشة “صانع فيلم / مشهد”، و أخرى حول “التحليل السينمائي”، و ورشة تفاعلية في موضوع “تمثلات المرأة في الأفلام السينمائية و الأعمال التلفزية” بشراكة مع الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، فضلا عن حوار السينمائيين عبد السلام الكلاعي في مواجهة جميلة عناب، إضافة إلى تقديم كتاب “محمد لطفي المريني”، و مناقشة أفلام المسابقة مع إقامة ندوة في موضوع “حرية الإبداع في مواجهة الرقابة و الرقابة الذاتية”، و لقاء مع السينما السويسرية التي اعتمدت كضيفة شرف لهاته السنة.
و على هامش حفل الافتتاح الرسمي اعتبر “نور الدين الأزرق”، رئيس مجلس العمالة، أنه و على الرغم من الظروف المرتبطة بالوباء فإن الجمعية استطاعت تدبير المهرجانات الكبرى و بشكل مميز ينم عن احترافية تنظيمية عالية، كما أكد على الشراكة بين المجلس و الجمعية لتقوم بعرض أنشطتها على كامل تراب عمالة سلا .
و هكذا فقد اشتعل الفضاء الثقافي و السينمائي “هوليوود” حي كريمة بسلا، من خلال تفاعل الجمهور الحاضر مع الفنانين و الفنانات و اللوحات التي تم تقديمها خلال الافتتاح الرسمي للمهرجان ، عبر اللوحات المباشرة الحية، أو من خلال الجو الموسيقي الذي أحيته الفنانة “صباح الزيداني، من خلال أدائها لأغنية “حمامة الأيكي” .
و قد افتتح الفيلم السويسري (الأمر الإلهي) من تأليف وإخراج “بيترا فولبي” عروض الدورة.، علما أن السينما السويسرية تحل ضيفة شرف هاته الدورة .
و يعرض المهرجان خلال هذه الدورة عشرة أفلام ستتبارى ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وخمسة أفلام ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية، إلى جانب أفلام ستشارك في سباق نافذة على الفيلم المغربي القصير من إخراج مواهب نسائية شابة ونافذة على الفيلم الروائي المغربي الطويل.
ومن أبرز الأفلام المشاركة بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة (كوستا برافا) للمخرجة “مونية عقل” من لبنان، الذي عرض سبق أن شارك في في مهرجان البندقية في شهر شتنبر و (كارلا سولا) للمخرجة “ناتالي ألفاريس ميسن” من كوستاريكا، الذي عرض لأول مرة بمهرجان “كان” خلال شهر يوليوز .