احتجاجات بالمغرب هنا وهناك تنديدا بموجة الغلاء

 تعبيرا عن رفض التدبير السياسي للحكومة للملف الاجتماعي الذي يهمّ شريحة عريضة من المغاربة التي تئن تحت وطأة الفقر والعوز. خرج مئات المواطنين للاحتجاج، مساء السبت 8 أبريل، في مجموعة من المدن المغربية، تنديدا بموجة الغلاء واستمرار ارتفاع الأسعار أمام تدني القدرة الشرائية،

وصدحت حناجر المحتجين بالشعارات في مختلف الساحات والشوارع المغربية في كل من الدارالبيضاء والرباط وبني ملال ووجدة وسلا ووزان والجديدة وأكادير ومكناس وغيرها من المدن التي تفاعلت مع نداء الجبهة الاجتماعية، التي عبّر من خلالها المحتجون عن حجم المحنة التي بات يعيشها المواطن المغربي في ارتباط بغلاء المعيشة، وبلوغ العديد من المنتوجات التي تعد من أساسيات المائدة المغربية مستويات قياسية في ارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق، سواء تعلق الأمر بالخضراوات أو اللحوم أو الأسماك التي لم تعد في متناول الجميع، فضلا عن المحروقات التي يكتوي بلهيب نيرانها عدد كبير من المواطنين في الوقت الذي تراجع سعر برميل البترول عالميا منذ فترة طويلة دون أن يرافق ذلك انخفاض في أسعارها في المغرب.

وطالب المواطنون الذين توجهوا صوب ساحات الاحتجاج بعد تناول وجبة إفطار يوم السبت، بالعدالة وبتحقيق الكرامة، منتقدين أداء الحكومة وعجزها عن الوفاء بالتزاماتها، وعدم قدرتها على ضمان استقرار الأسعار، رغم الوعود التي قدمتها من خلال ناطقها الرسمي، أو على لسان وزيرة الاقتصاد والمالية وغيرهما من الوزراء في مختلف الخرجات والتصريحات التي أدلوا بها.

وندّد محتجون نساء ورجالا ومن مختلف الأعمار بالوضعية الاقتصادية والاجتماعية، التي تمر منها البلاد، وبانسداد الأفق بالنسبة للعديد من الأسر التي لا تجد ما تسد به رمقها، مما دفع أبناء الكثيرين منها للسعي نحو الهجرة غير الشرعية، والذين بكل أسف فارقوا الحياة غرقا وهم يبحثون عن حياة أفضل.

وأكد عدد من المحتجين في تصريحات مختلفة عن اعتزازهم بوطنيتهم وحبهم لوطنهم، مؤكدين أن مطلبهم بتحقيق بالعيش الكريم يؤكد عمق الارتباط بتربة الوطن لأنهم يريدون أن يكون الحضن الذي يأوون إليه ويحسون بين ثناياه بالدفء والأمن، مشددين على رفض كل سلوك يستهدف الأمن الاجتماعي ويسعى إلى توسيع الشرخ تحت مبررات غير منطقة غايتها الحقيقية توسيع رقعة الثراء بالنسبة للبعض على حساب تفقير شرائح واسعة من المواطنين، في الطبقتين الفقيرة والمتوسطة على حد سواء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.