إيران تحذر ترامب من ” وهم” الحرب القصيرة

تَواصل تبادل التصريحات النارية بين طهران وواشنطن الخميس، إذ حذرت إيران الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الوقوع في “وهم الحرب القصيرة” عليها، وذلك ردا على تصريحات الأخير بهذا الشأن.

وتاتي هذه التصريحات عشية اجتماع فيينا حول الاتفاق النووي الايراني الموقع عام 2015، أفاد دبلوماسي غربي أن مخزون اليورانيوم القليل التخصيب في ايران لن يتجاوز النسبة المسموح بها بموجب الاتفاق، بخلاف ما كانت أعلنته طهران.

وشهدت العلاقات المتوترة أصلا بين ايران والولايات المتحدة منذ أكثر من 40 عاما، تصعيدا خطيرا منذ نحو شهرين بعد بدء العمل بعقوبات أميركية قاسية جدا على ايران.

وبلغ التوتر درجة خطيرة مع قيام ايران باسقاط طائرة مسيرة اميركية في 20 يونيو، إثر تعرض ناقلات نفط لاعتداءات نسبتها واشنطن الى طهران التي نفت ذلك.

ووسط هذه الاجواء المحمومة تحدث ترامب الاربعاء عن إمكانية نشوب حرب مع ايران متوقعا أن تكون قصيرة.

وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر أن فكرة “الحرب القصيرة مع إيران مجرد وهم”، معتبرا أن تصريحات ترامب “تهدد السلام”.

العدو الرئيسي

في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الثلاثاء، قال الرئيس الايراني حسن روحاني إن إيران لا تسعى الى الحرب “مع أي دولة” ولا حتى مع الولايات المتحدة.

لكن طهران تواصل إرسال التحذيرات في الوقت نفسه.

وخلال جنازة رسمية أقيمت الخميس في طهران ل”150 شهيدا” سقطوا خلال الحرب بين ايران والعراق قبل أكثر من ثلاثين عاما أو خلال المعارك الأخيرة في سوريا، ركزت السلطات على تمجيد “المقاومة بوجه العدو الأساسي” في إشارة الى الولايات المتحدة.

وقال رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي إنّ “اليد المباركة التي هاجمت الطائرة الأميركية المسيّرة أكدت أنّ الجمهورية الإسلامية لا تتردد في صمودها أمام العدو”.

ويُتوقّع أن تكون الازمة بين ايران والولايات المتحدة على طاولة المجتمعين في قمة مجموعة العشرين في اليابان السبت.

كما من المقرر أن يلتقي ممثلو الدول المشاركة في الاتفاق النووي الايراني باستثناء الولايات المتحدة (المانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وايران) الجمعة في فيينا للتباحث في ما آل إليه هذا الاتفاق بعد انسحاب واشنطن منه.

ويمارس الأوروبيون منذ أسابيع ضغوطا على ايران لتجنب ارتكاب “خطأ” يجعلها مسؤولة عن خرق الاتفاق.

اتفاق دائم

في محاولة لتهدئة المخاوف من اندلاع حرب، أعلن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة مارك اسبر الخميس أمام الحلف الأطلسي أن بلاده لا تريد الدخول في نزاع مع ايران. وقال “ما نريده هو دفع ايران الى التفاوض على اتفاق دائم”.

وفي باريس قال الموفد الأميركي المسؤول عن الملف الايراني بريان هوك أن بلاده “ستواصل زيادة الضغوط على ايران حتى تقبل التصرف كنظام عادي وتعود الى طاولة المفاوضات”، في اشارة الى الرغبة الاميركية بالتوصل الى اتفاق جديد مع ايران، التي ترفض ذلك بشكل قاطع.

وكانت ايران تعهدت بموجب اتفاق فيينا عدم السعي للتزود بسلاح ذري والحد بشكل كبير من برنامجها النووي مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها.

وردا على إعادة العمل بالعقوبات الاميركية، اعلنت طهران في 8 ماي عزمها على التفلت تدريجيا من التزاماتها الواردة في الاتفاق، في حال فشل الاوروبيون مع الروس والصينيين في إيجاد آلية تساعدها على مواجهة العقوبات الاميركية.

وأعلنت ايران أنها باتت في حل من التزاماتها الواردة في اتفاق فيينا بشأن مخزونها من المياه الثقيلة واليوراينوم الخفيف التخصيب، وهددت بالتخلي عن التزامات اخرى ابتداء من7 يوليوز .

وكانت ايران اعلنت أن مخزونها من اليورانيوم سيتجاوز ابتداء من17 يونيو سقف ال300 كلغ المحدد في الاتفاق، لكن لم يصدر أي تأكيد بأنه تم بالفعل تجاوز هذا السقف الخميس.

وقال دبلوماسي في فيينا إن الإيرانيين “لن يتجاوزوا الحد اليوم” متطرقا الى “سبب سياسي” وراء هذا الموقف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.