الملك محمد السادس: اليهود المغاربة يخدمون المصالح العليا للوطن

ثمن مجلس الجالية المغربية بالخارج تفضل أمير المؤمنين الملك محمد السادس، خلال ترأس المجلس الوزاري يومه الأربعاء، للنظر في التدابير التي تم إعدادها بشأن تنظيم الطائفة اليهودية المغربية؛ وتهم المقترحات المرفوعة إلى النظر الملكي إحداث لجنة اليهود المغاربة بالخارج.

وقال بلاغ للمؤسسة،  إنه “إذ يثمن مجلس الجالية المغربية بالخارج عاليا النظر السديد لمولانا أمير المؤمنين بصفته الراعي الأمين والساهر الحكيم على شؤون مغاربة العالم، يعتبر مجلس الجالية المغربية بالخارج هذه المبادرة السامية خطوة أخرى على درب تعزيز مشاركة اليهود المغاربة بالخارج في الارتباط المكين بالهوية المغربية الغنية بكل روافدها الدستورية”.

كما شدد المصدر نفسه أن مجلس الجالية المغربية بالخارج يرى أن هاته المبادرة “من شأنها تمكين اليهود المغاربة بالخارج من خدمة قضايا وطنهم الأم والدفاع عن مصالحه العليا”.

ويشكل مغاربة العالم حالة خاصة في هذا المجال، نظرا لارتباطهم القوي بالوطن، وتعلقهم بمقدساته، وحرصهم على خدمة مصالحه العليا، رغم المشاكل والصعوبات التي تواجههم.

ذلك أن قوة الروابط الانسانية، والاعتزاز بالانتماء للمغرب، لايقتصر فقط على الجيل الأول من المهاجرين؛ وإنما يتوارثه جيل عن جيل، ليصل إلى الجيلين الثالث والرابع.

ولكن في المقابل، لابد أن نتساءل باستمرار: ماذا وفرنا لهم لتوطيد هذا الارتباط بالوطن؟ وهل الإطار التشريعي، والسياسات العمومية، تأخذ بعين الاعتبار خصوصياتهم؟ وهل المساطر الإدارية تتناسب مع ظروفهم؟ وهل وفرنا لهم التأطير الديني والتربوي اللازم؟ وهل خصصنا لهم المواكبة اللازمة، والظروف المناسبة، لنجاح مشاريعهم الاستثمارية؟

صحيح أن الدولة تقوم بمجهودات كبيرة، لضمان حسن استقبال مغاربة العالم، ولكن ذلك لا يكفي، لأن العديد منهم، مع الأسف، ما زالوا يواجهون العديد من العراقيل والصعوبات، لقضاء أغراضهم الإدارية، أو إطلاق مشاريعهم. وهو ما يتعين معالجته.

أما فيما يتعلق بإشراك الجالية في مسار التنمية، والذي يحظى بكامل اهتمامنا، فإن المغرب يحتاج اليوم، لكل أبنائه، ولكل الكفاءات والخبرات المقيمة بالخارج، سواء بالعمل والاستقرار بالمغرب، أو عبر مختلف أنواع الشراكة، والمساهمة انطلاقا من بلدان الإقامة، يقول جلالة الملك حفظه الله ونصره.

فالجالية المغربية بالخارج، معروفة بتوفرها على كفاءات عالية، في مختلف المجالات، العلمية والاقتصادية والسياسية، والثقافية والرياضية وغيرها.

وهذا مبعث فخر للمغرب والمغاربة جميعا، و نشدد على ضرورة إقامة علاقة هيكلية دائمة، مع الكفاءات المغربية بالخارج، بما في ذلك المغاربة اليهود، وهنا، نجدد الدعوة للشباب وحاملي المشاريع المغاربة، المقيمين بالخارج، للاستفادة من فرص الاستثمار الكثيرة بأرض الوطن، ومن التحفيزات والضمانات التي يمنحها ميثاق الاستثمار الجديد.

ومن جهتها، فإن المؤسسات العمومية، وقطاع المال والأعمال الوطني، مطالبون بالانفتاح على المستثمرين من أبناء الجالية؛ وذلك باعتماد آليات فعالة من الاحتضان والمواكبة والشراكة، بما يعود بالنفع على الجميع.

وفي الأخير، وبالنظر للتطلعات المتجددة لمغاربة العالم، فقد حان الوقت لتحديث وتأهيل الإطار المؤسسي، الخاص بهذه الفئة العزيزة من المواطنين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.