وسائل التواصل الإجتماعي …سلبياته

تُعرّف وسائل التواصل الاجتماعي بأنها عبارة عن تلك المواقع التي يتم من خلالها تفاعُل المُستخدِمين مع بعضهم البعض وتواصُلهم مع أصدقائهم وعائلاتهم أو حتى زملائهم، ولا ينحصر استخدام هذه الوسائل أو المواقع على الاستخدام الشخصي والاجتماعي فقط، بل يُمكن استخدامها لأهداف تجارية، فقد أصبحت هذه المواقع هدفاً لأولئك الأشخاص الذين يسعون إلى جلب المزيد من الزبائن والعُملاء، ويوجد العديد من وسائل التواصُل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر وإنستجرام، وتتفاوت هذه المواقع في شعبيتها ورواجها بين المُستخدمين، وجدير بالذكر أن الفيسبوك هو أكثر هذه المواقع شعبية على الإطلاق. إن وسائل التواصل الاجتماعي غيرت الكثير من الأمور كطريقة التواصُل فيما بين الناس، وطريقة مُمارستهم لأعمالهم، و حتى طريقة مُتابعتهم للأخبار.

كما أن لهذه الوسائل بعض الإيجابيات، فإنها كذلك لا تخلو من السلبيات فهي سيف ذو حدين:

مشاكل الخصوصية

قد تتسبب وسائل التواصُل الاجتماعي بالعديد من المشاكل فيما يتعلق بخصوصية الشخص المُستخدِم لها، وينتج هذا الأمر بسبب كمية المُشاركة الكبيرة التي تحدُث عبر هذه الوسائل، كمُشاركة الموقع الجغرافي الذي يُسّهل الوصول للمُستخدِم ومعرفة مكانه، ويُمكن للمُستخدِم أن يقلق أيضاً بخصوص تلك المعلومات الخاصة به والتي تُصبح بعد نشرها في مُتناول هذه المواقع والوسائل.

المشاكل النفسيّة

يُمكن أن يتسبب قضاء أوقات طويلة في استخدام وسائل التواصُل الاجتماعي المُختلفة بالتأثير بشكل سلبي على الحالة المزاجية والنفسية للمُستخدِم، كشعوره بالقلق أو حتى الاكتئاب، وجدير بالذكر أنه يُمكن تخطي هذه المُشكلة والحيلولة دون وقوعها من خلال الاستخدام المُعتدل لهذه الوسائل، ويرى البعض بأن المُدة المُوصى بها في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي دون التأثير على حالة المُستخدِم النفسية هو نصف ساعة في اليوم الواحد.

التنمُر

لم يُعد مفهوم التنمُر مُقتصراً على مُضايقة وتخويف أحدهم وجهاً لوجه، فبعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي أصبح من المُمكن ممُارسة هذا التخويف وهذه المُضايقة عبر الإنترنت ومن قِبل أشخاص غير معروفين، فهذه الوسائل أوجدت الفرصة لبعض الأشخاص المُجرمين لكي يتمكنوا من كسب ثقة بعض المُستخدِمين ثم مُضايقتهم ودون الكشف عن هويتهم الحقيقية، وتجدر الإشارة إلى أن مواقع التواصُل الاجتماعي سهلت للأشخاص المُحتالة العثور على ضحايا لاحتيالهم، ويُعتبر التنمُر الذي يحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمراً ذا تأثير سلبي على الأشخاص البالغين وليس فقط على الأطفال، وقد تصل درجة هذا التأثير السلبي إلى ترك علامات سلبية في ذهن المرء وعقله، وقد يتطور به الأمر إلى الانتحار في بعض الحالات.

الإدمان

يُمكن الإشارة إلى أن إدمان استخدام الوسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت يحدُث عندما يقوم المرء باستخدام هذه المواقع بشكل مُفرط وبصورة تؤثر بشكل سلبي على المهام اليومية التي يقوم بها المُستخدِم، ويُعتبر هذا الإدمان مؤثراً على الأشخاص المراهقين، إذ تُشير الدراسات إلى أن المراهقين الذي يُدمنون استخدام الإنترنت يحتلون مراكز مُتقدمة بالإصابة في بعض الأمراض النفسية كالوسواس القهري أو الاكتئاب أو حتى الشعور بالقلق، وغيرها من الأمور السلبية الأُخرى كنقص الانتباه والعُزلة والانطواء.

التأثير على الحياة الاجتماعية

تلعب وسائل التواصُل الاجتماعي دوراً بارزاً في تقليل تفاعُل الأشخاص مع بعضهم البعض، وذلك من خلال الانشغال باستخدام هذه التكنولوجيا وصرف النظر عن مُجالسة الأشخاص المُحيطين بالمُستخدِم، مما قد يولد الشعور لدى هؤلاء الأشخاص بالضجر وعدم الرغبة في قضاء أوقات أُخرى مع مُستخدِم هذه الوسائل، كما أن استخدام هذه الوسائل بشكل مُفرط يؤدي إلى صرف الأشخاص عن الأهداف التي ينبغي السعي إليها في الحياة الحقيقية كالحصول على وظيفة جيدة أو تعلُم مهارات جديدة، وتجعلُهم يسعون خلف أهداف مُزيفة كتحقيق النجومية عبر الإنترنت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.