حديث المجتمع: من يمارس في الضوء ليس كمن يمارس في الظلام ويعطي الأصبع من تحت الجلباب

لعله ومن غرائب هذا الزمن الرديء أن أصبح الفضاء الأزرق مرتعا لكل أنواع الارتزاق الأزرق والأحمر والأبيض وخد على ذلك ما بدا لك من الألوان والصور و الأشكال، حيث الصور لا تعكس حقيقة الجوهر، المرأة في صورة رجل، والرجل في صورة امرأة، والأسماء مستعارة، والحقائق مدلسه كل شيء أصبح عرضة للمكياج والتجميل، والأدهى من ذلك الإسقاطات والاتهامات التي أصبحت تعطى كالأصبع “من تحت الجلباب”، وهم يختبئون من وراء أسمال رثة تعكس قباحة أوجههم.

لا يمكن لأمة أن تتقدم وتتطور إن لم يكن معيار الصدق والشجاعة الأدبية متوفرين فيها، أن يأتي شخص ويقدم معطيات مغلوطة وحقائق صنعها، كما الذي يصنع إلاها ويصدق بالفعل أنه إله، ويبدأ في عبادته، بل ويحاول بوضاعة إقناع الآخرين بعبادته، لهو قمة السقوط والانهيار الفكري قبل الأخلاقي.

أن تأخذ شريط فيديو  من اليوتيوب منشور في صفحة إحدى السيدات، كان قد نشر في سنوات بعيدة، وأن صاحبة اليوتيوب، قامت بأخذ النسخة الأصلية، وضمنتها عنوانا من ابتكارها، فيقوم أحد السفهاء باقتناص الفرصة مع سبق الإصرار والترصد، ليصب جام حقده الدفين على مؤسسة “أصوات ميديا”، غير المفهوم المعنى ولا الدلالات ولا الخلفيات، في مشهد إسقاطي ظلما وعدوانا، دون درة تمحيص ولا حياء، لأنه لا يمتلك قواعده الأخلاقية، ولا نقدر على فك طلاسم عفونته النتنة التي تزكم الأنوف، لهو تعبير عن موت كل شيء في القيم الأخلاقية، وسقوط في متاهات الضياع الفكري قبل الجسدي، كما في قصة نرسيس، الذي أعجب بجماله، فأصيب بالغرور بنفسه لدرجة تجاهله وإعراضه عن كل من يحبه؛ وحينما لاحظت الإلهة “نمسيس” الأمر أخذته إلى بحيرة حيث رأى انعكاس صورته فيها، فوقع في حبها دون أن يدرك بأنها مجرد صورة، أعجب بصورته لدرجة عجز فيها عن تركها ولم يعد يرغب بالعيش، وبقي يحدق بصورته إلى أن مات.

 

 هكذا هم بعض المريدين من الشاطحين عبر فضاءات “الفيسبوك” ممن يكيدون، ويعتقدون واهمين أن ذلك دهاء ومكرا، ولكن يتناسوا أن الله خير الماكرين، وأن اسمه الحق، الذي لا يعرف مغزاه من يتنكر وينكر هويته، كامرأة هاربة من بيت زوجها، لألا يتعرف عليها الزوج ف “يخلي دار بوها”.

 

لهؤلاء الوضعاء الساكنين بفاس، المختبئين خلف أقنعة الخوف من كل شيء بقوة الجبن الذي يحتويهم، لهم نقول أن مجموعة “أصوات ميديا” التي انطلقت مند سنة 1993، هي أرفع وأعظم وأقوى من كل الجوانب، ولن تقدم نفسها للرعاع والسفلة الذين خبروها في معارك الوطنية والدفاع عن قيم الحق والإنسان، ولكن تقول لهؤلاء الرعاع من سدنة “الفيسبوك” الجبناء المتسترين وراء أسماء وصور وهمية أن اكشفوا أقنعتكم، وهاتوا إلى ميدان المعركة برهانكم إن كنتم صادقين، ونختم قولنا بالحكمة المأثورة التي أوردها الشاعر “إذا لم تخش عاقبة الليالي      ولم تستحي فافعل ما تشاء”.  

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.