جامعة الكرة تكرّس أخطاءها وفشل متواصل في اختيار المدربين

 

تصاعدت أنباء قوية في أروقة الكرة المغربية حول إقتراب المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش لتولي مهمة الإشراف على المنتخب الأول خلفاً للمدرب الفرنسي هيرفي رونار الذي تولى مهمة تدريب المنتخب السعودي بعد الإخفاق مع أسود الأطلس.

ورحل البوسني وحيد حاليلوزيتش في الأيام القليلة الماضية عن قيادة نادي نانت الفرنسي بعد فسخ عقده إثر اجتماعه برئيس النادي فالديمار كيتا، والذي وافق على القرار، مما باث توليه مهمة تدريب المنتخب مسألة وقت فقط، خصوصاً وبعد اجتماع في وقت سابق مع مبعوثين من الجامعة المغربية لكرة القدم، حيث يحاول الجهاز الكروي المحلي إيجاد البديل الذي يحل مكان المدرب رونار المنتقل إلى السعودية للإشراف على المنتخب الأخضر.

جامعة كرة القدم تُراكم مسلسل العبث وتواصل التهافت المُريب نحو المدرب الأجنبي في وقت كان للمدربين المحليين دائما قيمة كبرى. فكم هي المنتخبات التي صعدت إلى البوديوم في ظل قيادة محلية. “كان 2019” بجمهورية مصر، يعتبر مثالا صارخا على صلاحية المدرب المحلي الذي يتفهم أكثر عقلية اللاعب المحلي. فالمنتخب الجزائري بطل النسخة المنصرمة أبدع وتوج تحت إمرة جمال بلماضي ، المدرب الجزائري الذي صنع مجده الشخصي في قطر قبل أن تسند له مهمه إحياء منتخب ثعالب الصحراء ، وها هو ينجح بسخاء في ما عجز عنه مدربون أجانب تناوبوا على تدريب الجزائر منذ سنوات. بالإضافة إلى السنغال، فقد وضع الإتحاد المحلي ثقته في واحد ممن صنعوا مجد أسود التيرانغا لاعبا ، وها هو يقودها إلى “وصافة” كأس إفريقيا.

وبدل أن تمضي الجامعة في هذا النهج، فإنها أطلّت علينا ببلاغ، يتناول تعيين الحسين عموتة مدربا للمنتخب المحلي لقطع الطريق على إمكانية قيادته للمنتخب الأول، في انتظار الإعلان عن البوسني وحيد هاليهوزيتش مدربا للمنتخب الأول، وباتريس بوميل مدربا للمنتخب الأولمبي، وجمال السلامي مدربا لمنتخب أقل من 20 سنة. تعيبن الحسين عموتة مدربا للمنتخب المحلي، واجهه سخط وتذمر كبير من طرف الأوساط الكروية المغربية، في الوقت الذي تنتظره مشرفاً على المنتخب الأول نضير خبرة الرجل القارية، حيث قاد الفتح للفوز بلقب “الكاف” وقاد الوداد لإحراز دوري أبطال إفريقيا، ونجح في مختلف التجارب التي خاضها كمدرب.

اتضحت صورة المنتخبات الوطنية في المرحلة المقبلة، واتضحت معها غياب الاحترافية والعقلانية والحكامة في الاختيار وتنزيل القرارات، وسيطرت العشوائية على المشهد الكروي ببلادنا، وهي وضعية تستدعي التساؤل عن كيف تتم عملية اختيار المدربين ووفق أية معايير؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.