تاريخ العبودية في أميركا.. حقائق مغيبة لم تدرس في المدارس

تقول الباحثة في تاريخ العبودية “ماريا إيليوت” في المقال الذي شاركتها الكاتبة “ياسمين هاغيز” في إعداده- إنه بعد مرور أربعمئة عام على إحضار الأفارقة المستعبدين إلى فرجينيا في الولايات المتحدة، لا يزال معظم الأميركيين لا يعرفون قصة العبودية الكاملة.

و يتناول المقال بعض مظاهر تاريخ العبودية في الولايات المتحدة، ويلقي الضوء على بعض الجوانب التي لم يتم تناولها في المدارس والجامعات.

ويشير المقال إلى سفينة برتغالية كانت تحمل شحنة من العبيد في وقت ما من عام 1619 عبر المحيط الأطلسي، وكان هؤلاء العبيد أفارقة من أنغولا في جنوب غرب أفريقيا.

وتضيف الكاتبتان أن الرجال والنساء والأطفال ومعظمهم على الأرجح من مملكتي “نوندو وكونغو” تحمّلوا عناء الرحلة المرعبة التي كانت مرتبطة بحياة الاستعباد في المكسيك.

-نقل العبيد
تم نقل باقي الأفارقة إلى بوينت كومفورت، وهو ميناء يقع بالقرب من جيمستاون، عاصمة مستعمرة فرجينيا الإنجليزية التي كان قد مضى على تأسيسها 12 عاما من جانب شركة فرجينيا في لندن.

وكتب المستعمر “جون رولف” إلى “السير إدوين سانديز” من شركة فرجينيا، أنه في أغسطس 1619 كان قد وصل “رجل حرب هولندي” إلى المستعمرة، و”لم يجلب معه شيئا سوى عشرين شخصا من الزنوج الغريبين الذين اشتراهم المحافظ والتاجر الرئيسي للعمل في جني المحاصيل وحقول التبغ التي أقيمت حديثا”.

بيع الأفارقة
وتقول الكاتبتان إنه على الرغم من أن الأشخاص المنحدرين من أصل أفريقي -سواء كانوا أحرارا أو مستعبدين- كانوا حاضرين في أميركا الشمالية منذ أوائل القرن الخامس عشر الميلادي، إلا أن بيع الأفارقة “العشرين والغريبين” حدد المسار لما يمكن أن يصبح عبودية في الولايات المتحدة.

ويشير المقال إلى العبودية والسلطة والتكلفة البشرية في الفترة 1455-1775، ويقول إن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية قسمت العالم في القرن الخامس عشر العالم نصفين، وإنها منحت البرتغال احتكارا للتجارة في غرب أفريقيا وإسبانيا والحق في استعمار العالم الجديد في بحثها عن الأرض والذهب.

ويضيف أن البابا نيكولاس الخامس عزز الجهود البرتغالية وأصدر مرسوما باباويا في 1455 أكد فيه على الحقوق الحصرية للبرتغال في المناطق التي تطالب بها على طول ساحل غرب أفريقيا والتجارة من تلك المناطق.

ومنح المرسوم البابوي البرتغال الحق في غزو ونهب و”اختزال الأشخاص إلى عبودية دائمة”.

أطفال وإخضاع
وتقول الكاتبتان إنه جرى إخضاع حوالي 12.5 مليون رجل وامرأة وطفل من أصل أفريقي لتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي.

وتتحدث الكاتبتان عن كيفية نقل العبيد وتقييدهم بالسلاسل والأغلال، وعن كيفية السيطرة عليهم أثناء نقلهم عبر البحار، وتقولان إن الأطفال شكلوا حوالي 26% من تجارة العبيد.

ويضيف المقال أن تجارة الرقيق وفرت قوة سياسية ومكانة اجتماعية وثروة للكنيسة وللدول الأوروبية ومستعمرات العالم الجديد والأفراد، وأن رجال الأعمال جنوا المال عن طريق تداول السلع التي تنتجها العبودية على مستوى العالم، مما سمح لهم بتأمين مواقف سياسية وتحديد مصير الأمة.

ويشير المقال إلى قانون فرجينيا الصادر عام 1662 الذي ينص على أن وضع الطفل يتبع وضع الأم، مما يعني أن النساء من أصل أفريقي المستعبدات أنجبن أجيالا من الأطفال الذين يُنظر إليهم كسلع؛ ويضيف أنه تم سن قوانين صارمة تحدد الوضع القائم على أساس العرق والطبقة، وأن السود في أميركا كانوا يتعرضون للاستعباد مدى الحياة.

وتضيف الكاتبتان أن الأفارقة المستعبدين ناضلوا بشكل متواصل لنيل الحرية، وأنهم كثيرا ما تمردوا وقادوا حملات للتخلص من نير العبودية، مشيرتان إلى “ثورة ستونو” التي حدثت في سبعينيات القرن الثامن عشر، وإلى وضع السود على الخطوط الأمامية لجبهات القتال ضد الهجمات البريطانية.

ويتحدث المقال عن إعلان الاستقلال وعن استمرار نضال المستعبَيدين من أجل التحرر، ويقول إنه بالرغم من نضال المستعبَيدن لتحرر الأمة الأميركية من الاستعمار البريطاني، فإن البلاد حافظت على العبودية وتجنبت أمرها في الدستور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.