بالداخلة : الدعوة إلى إحداث معهد للدراسات الحسانية  في ندوة حول دور الاعلام في ابراز التراث الثقافي  

الداخلة:  درويش أحمد

طالب متدخلون في ندوة احتضنتها مدينة الداخلة حول الاعلام ودوره في ابراز التراث المحلي، بإحداث معهد للدراسات يهتم بالثقافة الحسانية، واتخاذ التدابير من أجل تقريب البحث العلمي من منابع هذا التراث، الندوة كانت فرصة لاستعراض التطور الحاصل في الاهتمام بالتراث الحساني بعد دستور 2011 و أماطت اللثام على الدور الهام الذي تقوم به قنوات القطب العمومي في الرفع من الشأن الثقافي، مع التنويه بالدور الطلائعي لقناة العيون الجهوية والإذاعات الجهوية بكل من الداخلة والعيون في الاهتمام بالتراث الحساني .

الندوة نظمتها جمعية حماية للبيئة والتنمية، بدعم من المديرية الجهوية للثقافة وتنسيق مع مندوبية الاتصال، أجمع خلالها المشاركون على أهمية صون التراث الحساني وتثمينه خدمة للتنمية المستدامة، تضمنت 3 مداخلات أساسية قاربت الموضوع من زوايا مختلفة ساهم فيها كل من المدير الجهوي للاتصال ومدير كتب قناة العيون بكار الدليمي و الباحث محمد عالي التروزي ، حيث قام الدخيل لبات المدير الجهوي للإتصال خلال مداخلته في محور الاعلام وسبل الارتقاء بالتراث الحساني، ببسط جملة من المعطيات الملموسة حول حجم الاهتمام بالتراث الحساني، مبرزا أهم المحطات التي أسندت من أجل صيانة هذه الذاكرة الجماعية والمتمثلة في الخطب الملكية السامية كما هو الشأن بالنسبة لخطاب المسيرة لسنة 2013 الذي حث على ضرورة الاهتمام والنهوض بالثقافات والخصوصيات  المحلية  وأعطى مكانة مرموقة للثقافة الحسانية باعتبارها من مكونات الهوية المغربية .

الدخيل أضاف بأن دستور 2011  الذي أعطى للشأن الثقافي مكانة هامة باعتباره من روافد التنمية المستدامة، حيث حدد بشكل صريح مكونات الهوية المغربية التي تعد الثقافة الحسانية أحد ركائزها، كما تعزز ذلك من خلال الفصل الخامس الذي صرح بأن الدولة تعمل على صيانة الحسانية باعتبارها من روافد الهوية المغربية، مشيرا إلى وجود مجموعة من الاتفاقيات والشراكات والأنشطة والمشاريع التي تناولت الثقافة الحسانية، كمهرجان الفيلم بآسا و المهرجان الوثائقي بالعيون ومهرجان واد نون للسينما وأيضا مجموعة من المشاريع التي اهتمت بصيانة الموروث الثقافي، بالإضافة إلى إحداث بوابة وطنية  تسمى بوابة الصحراء المغربية تتضمن كل الانشطة والمعطيات المتعلقة بالصحراء ثقافيا واجتماعيا وسياسيا

.

المدير الجهوي للاتصال بجهة الداخلة وادي الذهب، أشار إلى أن المعطيات الدالة على تطور الاهتمام بالتراث الحساني كثيرة، حيث بلغ عدد الأفلام والأشرطة الوثائقية حول الثقافة والتاريخ  والمجال الصحراوي  المستفيدة من الدعم ما يقارب 42 عملا إلى حدود 2019 بحوالي 73 مليون درهم  موزعة على 2 فيلم طويل  و4 أفلام قصيرة و 16 فيلم وثائقي، وأضاف بأنه تم إحداث وتنظيم  وتخصيص  جائزة  خاصة بالإنتاج  الصحافي الحساني  ضمن الجائزة الوطنية للصحافة

وأشار بأن القناة الثقافية نجحت برسم 2018 في تكريس دورها  حيث بثت أزيد من 200 ساعة من البرامج الثقافية والتعليمية  وأكثر من 114 ساعة  من الدراما والسينما والمسرح و 62 ساعة  من الترفيه، بالنسبة للقناة الثانية المجالي واللغوي  89 % من الشبكة المرجعية مخصصة للحسانية، وفيما يتعلق بقناة العيون الجهوية فقد بلغ عدد البرامج المنتجة 407  ساعة  منها 34 ساعة موجهة للمرأة والاسرة  و81 ساعة موجهة للموسيقى والالعاب والترفيه و156  ساعة للبرامج الحوارية  بالإضافة إلى النشرات الإخبارية و البرامج المرتبطة بها

وفي تصريح صحفي أكد المدير الجهوي للاتصال، بأن الاعلام الجهوي  له دور كبير في صيانة والنهوض بالثقافة الحسانية من خلال تقديم المواد وإدراج خريطة برامجية لإبراز أهم مقومات التي تنبني على الثقافة الحسانية بشكل عام من بينها تخصيص برامج حوارية وترفيهية تهتم بالثرات الحساني موضحا بأن الساحة تشهد اهتمام متزايد و مضطرد بهذا التراث .

الباحث محمد عالي التروزي  مدير المركز الجهوي للتكوين المستمر التابع لأكاديمية التربية والتكوين بالداخلة بسط في مداخلته لمفهوم التراث الثقافي الحساني الذي هو مجموعة من المفاهيم والعادات والقيم المنقولة من جيل إلى جيل مستعرضا جملة من المكونات والمقومات الأساسية لهذا التراث، أكد في تصريح له “حاولنا أن نؤكد أن التراث الثقافي الحساني  هو تراث شفهي وجب الاهتمام به وتدوينه لحمايته من الاندثار لأن من لا يحافظ على تراثه الثقافي، يكون عرضة لتقليد الآخرين في الأمور غير المهمة وبالتالي سينحدر ثقافيا و واجتماعيا وحضاريا”

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.