الولايات المتحدة تقتل الفنزويليين بالكهرباء

“صدمة كهربائية”، عنوان مقال إيغور بشينيتشنيكوف، في “إزفستيا”، حول إبادة جماعية تنظمها واشنطن ضد سكان فنزويلا وتعد لمثلها في كوبا، أمام مرأى العالم وصمته.

وجاء في المقال: لم يدرك المجتمع الدولي ذلك بعد، لكن أمريكا بدأت بالفعل حربا ضد فنزويلا. هذه حرب، رغم أنها لا تبدو للوهلة الأولى كذلك، لأن الولايات المتحدة تديرها بوسائل جديدة. الحديث يدور عن حرمان الولايات المتحدة سكان فنزويلا من كل فوائد الحضارة، من خلال هجمات سيبرانية منتظمة ضد نظام الطاقة في البلاد.

ماذا يعني انعدام الكهرباء؟ هذا ليس فقط غياب الضوء وتوقف الثلاجات. هذا يعني توقف محطات معالجة المياه وضخ مياه الشرب. هل هناك حاجة لشرح ما يعنيه ذلك في مناخ مداري، خاصة في المدن الكبيرة التي لا توجد فيها مصادر طبيعية للمياه؟ التعطيل المقصود لإمدادات المياه في مدن المناطق المدارية يعادل مقتلة جماعية متعمدة وبطيئة ومؤلمة. وحقيقة أن الولايات المتحدة تقف وراء ذلك لا يخفيها حتى تابعها، خوان غوايدو، الذي أعلن أن “الضوء سيعود مع رحيل مادورو”.

كوبا، أكثر من أي أحد آخر في العالم ، تتابع عن كثب الأحداث في فنزويلا. فقد صرح الأمريكيون بأنهم ينوون إنهاء “ترويكا الديكتاتوريات” في أمريكا اللاتينية، أي كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا.

هناك سبب للاعتقاد بأن خطة الانقلاب في فنزويلا والتغيرات السياسية والاقتصادية اللاحقة في البلاد لصالح الولايات المتحدة ترتبط ارتباطا وثيقا بخطة انقلاب في كوبا، والتي، على ما يبدو، يجب أن تدخل مرحلة التنفيذ الفعال بعد “تطهير” فنزويلا. هذا التسلسل واضح: فنزويلا هي المورد للمنتجات البترولية إلى كوبا بأسعار تفضيلية. من دون الأولى، سيسهل على الأمريكيين إثارة أزمة طاقة وماء في كوبا للتسبب في استياء جماعي وسط السكان وتغيير النظام السياسي.

ما تقوم به الولايات المتحدة الآن ضد فنزويلا يجب أن يجعل العالم كله يفكر في أن الولايات المتحدة تنفذ تكتيكا يشبه الإبادة الجماعية عن طريق خلق ظروف معيشية لا تطاق في البلاد لإجبار السلطات والشعب على الاستسلام وقبول إملاءاتها. ابتكار الولايات المتحدة هذا، بفضل تأثيرها الهائل وتوافر وسائل الاتصال الحديثة، يوضع للفرجة أمام المجتمع الدولي. هذا درس مثالي: هذا مصير كل دولة – على الأقل في أمريكا اللاتينية – تتجرأ على تجاوز “سيد العالم”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.