لهجوم التركي على شمال وشرق سوريا يدخل يومه السادس مع احتدام المعارك وسقوط المزيد من الخسائر البشرية وعشرات اآلاف من النازحين.
وطبقاً للمرصد السوري لحقوق الانسان، لقى 64 مدنياً حتفهم منذ بدء عملية “نبع السلام” التركية وحتى الآن، كما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية مقتل 31 من عناصرها في المعارك مع القوات الموالية لتركيا منذ السبت.
في حين أعلنت الأمم المتحدة الأحد أن القتال الدائر في شمال سوريا إثر الهجوم العسكري الذي تشنه أنقرة منذ أيام لإقامة منطقة آمنة في المنطقة قد أدى حتى الآن إلى نزوح أكثر من 130 ألف شخص من ريف رأس العين وتل أبيض بحسب أرقام المنظمة الأممية. حيث نزحوا إلى مدن وبلدات بعيدة نسبياً عن القتال الدائر حيث تم إيواؤهم في المدارس التي من المفروض أن تستقبل تلاميذ المنطقة لأخذ قسطهم من التعليم، محذرة من أن الرقم قد يصل إلى 400 ألف.
الاتحاد الأوروبي يدين العملية التركية ويعلق تصدير الأسلحة دون فرض حظر
دانت دول الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية التركية في بيان صادر عن الاتحاد كما أعلنت تعهدها بتعليق صادرات الأسلحة إلى تركيا، ولكن
دون توقيع حظر أسلحة على مستوى الاتحاد الأوروبي كما سعت لذلك فرنسا وألمانيا.
وقال المجلس الأوروبي في بيان إن العملية العسكرية التركية في شمال سوريا كان لها “عواقب وخيمة” وأشار إلى إيقاف بعض دول الاتحاد الأوروبي صادرات الأسلحة.
وقال وزراء خارجية الاتحاد بعد اجتماع في لوكسمبورغ: “تلتزم الدول الأعضاء بمواقف وطنية قوية فيما يتعلق بسياسة تصدير الأسلحة إلى تركيا”.
وطالب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم الاثنين دول الاتحاد الأوروبي بحظر بيع الأسلحة لأنقرة.
وجاءت تصريحات لو دريان قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورغ حيث أكد أن بلاده تنتظر مطالبة الاتحاد لأنقرة بإنهاء الهجوم.
كذلك تسعى فرنسا لمطالبة الاتحاد للولايات المتحدة بعقد قمة مع دول التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
الكرملين : نحن على اتصال مع أنقرة ولا نريد الاشتباك
قال الكرملين يوم الاثنين إنه لا يريد التعامل مع احتمالية اشتباك في سوريا بين القوات الروسية والتركية وقال إن موسكو كان على اتصال منتظم مع أنقرة، بما في ذلك على المستوى العسكري.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن آخر ما تريده روسيا هو الدخول في صراع مع القوات التركية، ولا تريد التفكير بهذا السيناريو.
تأتي هذه التعلقيات على خلفية الصفقة التي عقدتها القوات الكردية مع قوات النظام السوري المدعومة روسياً للوقوف بوجه العملية العسكرية التركية في شمال سوريا عن طريق نشر جنود تابعين للجيش السوري على طول الحدود التركية.
إردوغان غير قلق من قوات الأسد
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن اقتراب قوات دمشق من الحدود التركية لن ينتج عنه مشاكل بالنسبة لأنقرة.
وأضاف إردوغان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حليف دمشق الأكبر، أظهر “توجهاً إيجابياً” تجاه العملية العسكرية التركية في شمال سوريا.
وقال إردوغان في تصريحات صحفية قبل زيارته إلى أذربيجان إن بلاده عازمة على توطين اللاجئين السوريين من العرب في بلدة منبج كما وصف الانسحاب الأمريكي من سوريا بالخطوة الإيجابية.
دخول قوات الأسد
اقتربت القوات النظامية السورية الإثنين من الحدود التركية حيث تواصل القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد، حسبما افاد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان.
وقال مراسل وكالة فرانس برس إن القوات تنتشر على مشارف تل تمر جنوب بلدة رأس العين الحدودية حيث تدور المعارك، في حين أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن “وحدات من الجيش العربي السوري تدخل بلدة تل تمر” بريف الحسكة الشمالي الغربي.
وتطل البلدة على طريق سريع يتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة حيث يربط شمال شرق سوريا بغربها وهو الطريق الذي أعلنت القوات التركية أمس الأحد عن السيطرة عليه.
وتبعد تل تمر 35 كيلومتراً عن مدينة رأس العين التي تعتبر أهم محاور العملية التركية.
ترامب: إطلاق سراح أسرى تنظيم داعش من الممكن أن يكون فعلاً متعمداً من قبل القوات الكردية
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إطلاق سراح أسرى تنظيم داعش من الممكن أن يكون فعلاً متعمداً من قبل القوات الكردية المسيطرة في شمال شرق سوريا، للضغط على القوات الأمريكية للعودة إلى المنطقة، مضيفاً أنه من السهل القبض عليهم مجدداً.
وقال في تغريدات على تويتر: “قد يفرج الأكراد عن بعضهم لتوريطنا. بسهولة تستطيع تركيا أو الدول الأوروبية إعادة القبض عليهم، لكنهم يجب أن يتحركوا بسرعة”.