عمق فريق اتحاد طنجة جراح مضيفه الوداد الرياضي، بعدما فاز عليه بهدفين دون رد، الثلاثاء، على ملعب البشير بالمحمدية ضمن منافسات الجولة ال21 المؤجلة من البطولة الاحترافية.
وبالرغم من ضغط لاعبي الوداد المتواصل على دفاع اتحاد طنجة، إلا أن لاعب الوسط السنغالي “الحجي ماديك كاني” افتتح التسجيل عند الدقيقة ال11، قبل أن يضيف المهاجم إسماعيل خافي الهدف الثاني في الدقيقة ال13، ليفشل الوداد في تحقيق نقطة وحيدة خلال آخر ثلاث مباريات لعبها بالدوري.
وزادت حدة الانتقادات الموجهة لإدارة النادي حول مسببات الأزمة الحالية التي يعيشها الوداد وحول ما إذا كان رحيل المدرب السابق عادل رمزي عن الفريق كان قرارا متسرعا.
وفي هذا الصدد، يرى المحلل والناقد الرياضي، محمد الماغودي، أن أزمة الوداد ليست مرتبطة بالنتائج فقط، بل لها انعكاسات نفسية، مشددا على أن انفراج الأزمة أتى عند ابتعاد الرئيس السابق سعيد الناصيري عن النادي، كما أنها متعلقة بمشاكل مالية تخص عدم تأدية الإدارة لأجور اللاعبين، إلى جانب عدم القدرة على التحكم في المجموعة بمستودعات الملابس.
وحسب مصادر صحفية تدلي أن ما يحصل الآن مع الفريق الأحمر “نتيجة حتمية للتسيير الفردي له”، مستدلا بسقوط الفريق مباشرة بعد رحيل الشخص المسير، في إشارة إلى سعيد الناصيري، الموقوف على ذمة التحقيق في قضية للتهريب الدولي للمخدرات.
وأشار المحلل والناقد الرياضي إلى أن الأزمة الحالية للوداد تبعث رسالة قوية إلى باقي الأندية المغربية مفادها “ضرورة انتقالها من فرق يسيرها الأشخاص إلى أندية تسير بشكل مؤسساتي، خاصة بعد الأزمة الخانقة التي عاشها الرجاء الرياضي، والتي لم تمنع الفريق من تحقيق الألقاب طيلة فترات رئاسة جواد الزيات ورشيد الأندلسي للفريق، بينما كان على وشك الغرق حينما أراد الرجاء تكرار تجربة الوداد (مع الناصيري) رفقة عزيز البدراوي، قبل أن يستدرك الوضع ويحدث تغييرات برئاسته أنقذت الفريق” حسب قوله.
ورفض الماغودي أن يربط أزمة الوداد بإدارته الفنية الحالية، مناشدا الجامعة الملكية لكرة القدم والحكومة المغربية ككل بتقديمهما لدعم استثنائي للفريق، لكونه سيمثل المغرب في بطولة كأس العالم للأندية والتي ستقام السنة المقبلة بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عبر البحث عن مصادر تمويل ومستشهرين للفريق، ليكون الوداد في مستوى تمثيل المغرب في الحدث العالمي.
وطالب المتحدث نفسه بضرورة إحداث تغييرات بإدارة النادي، وذلك عبر تشكيل مكتب مسير قوي وقادر على التخفيف من حدة الأزمة والانطلاق نحو الأفضل، وليس حلها بشكل نهائي فذلك يتطلب سنوات عدة.
وكان لاعب الوداد الرياضي محمد أوناجم قد طالب المكتب المديري للفريق بعقد جمع عام نهاية الموسم الجاري من أجل رأب الصدع الذي خلّفه إيقاف الرئيس الحالي للفريق، سعيد الناصيري، على خلفية التحقيق في قضية تتعلق بالتهريب الدولي للمخدرات، والتي أصبحت تعرف إعلاميا بـ”إسكوبار الصحراء”.
ومند اعتقال الناصيري في دجنبر الماضي، يسير الوداد من سيء إلى أسوأ في جميع المسابقات التي نافس خلالها في الموسم الجاري، بداء بالبطولة العربية، مرورا بالدوري الإفريقي “السوبر ليغ” وانتهاء عند دوري الأبطال، الذي أقصي فيه من دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخه.