بعد الزلزال المدمر الذي ضربَ عددا من الأقاليم في منطقة الأطلس الكبير يوم 8 شتنبر الماضي، يستعد المغرب لتنفيذ مشروع يهدف إلى تعزيز الوقاية من مخاطر الزلازل في المملكة.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) أنها ستدعم المغرب لإنشاء مشروع تعزيز أدوات الإنذار المبكر والقدرة على مقاومة الزلازل، والذي سيُنفذ بتمويل من دولة اليابان التي تُعتبر من بين أكثر الدول التي تواجه مخاطر الزلازل.
ويستهدف المشروع المذكور زهاء 2.8 ملايين شخص، وتحديدا في المناطق الموجودة في الأماكن المعروفة بالنشاط الزلزالي، لا سيما في المناطق الشمالية وفي جبال الأطلس.
المشروع، الذي سيُنشئه المغرب لتعزيز الوقاية من مخاطر الزلازل، تم باقتراح من “اليونيسكو”، بصفتها منظمة أممية مَعنية بالعلم، ونظرا لخبرتها الطويلة في دراسة الكوارث الطبيعية والوقاية منها والاستجابة لها، حسب ما أعلنته هذه الأخيرة، مشيرة إلى أن المشروع سيُنفذ بتمويل ياباني بقيمة 900 ألف دولار أمريكي.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للعلم والثقافة إن المشروع سيُتمم الجهود التي يبذلها المغرب من أجل تعزيز تقييم مخاطر الزلازل وتقوية مستوى تأهب السكان المحليين.
وشهد المغرب، خلال مرحلة الاستقلال، زلازلَ مدمّرة؛ أبرزها زلزال أكادير عام 1960 الذي خلّف أزيد من 15 ألف قتيل وآلاف الجرحى، وزلزال الحسيمة عام 2004 الذي أودى بحياة ما يزيد على 600 قتيل.
وفي 8 شتنبر 2023، ضرب زلزال مدمر ستة أقاليم في الأطلس الكبير (الحوز وشيشاوة وتارودانت)، بقوة 6.8 درجات على مقياس ريشتر، مخلفا أكثر من 2900 قتيل و5500 جريح.
واعتبرت “اليونيسكو” أن زلزال 8 شتنبر الماضي أظهر ضرورة الرفع من تقوية دراسة النشاط الزلزالي في المنطقة المتضررة من الزلزال، من أجل حماية السكان والتراث المبني.
وسينصّب مشروع تعزيز أدوات الإنذار المبكر والقدرة على مقاومة الزلازل الذي سينشئه المغرب على تقوية قدرات المهنيين العاملين في هذا المجال، من خلال تقاسم الممارسات الدولية الرائدة في علم الزلازل وتقليص المخاطر المرتبطة بالكوارث الطبيعية وتقنيات إعادة الإعمار.
ويستهدف المشروع أيضا السكان المحليين، من خلال حملات تحسيسية في الحوز ومراكش ووارزازات وتارودانت بهدف تدريبهم على تملّك مهارات الوقاية وردود الفعل الملائمة التي يتعين اعتمادها في حال وقوع الكوارث الطبيعية.
وعبّر Kuramitsu Hideaki، سفير اليابان في الرباط، عن تقديره للجهود التي بذلها المغرب لمواجهة تداعيات زلزال الحوز، وإعادة إعمار المناطق المتضررة، مشيرا إلى أن اليابان قدمت للمملكة 3 ملايين دولار من أجل دعم المناطق التي ضربها الزلزال.
وأفاد المسؤول الدبلوماسي الياباني بأن المشروع الجديد، الذي تقوده منظمة الأمم المتحدة للعلم والثقافة، “يؤكد، مرة أخرى، قناعة اليابان بمواكبة ودعم الشعب المغربي”.
وستنفذ المشروعَ المذكورَ “اليونيسكو” بشراكة مع كل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، والمعهد الوطني للجيوفيزياء