قالت عمدة الدار البيضاء، نبيله الرميلي، في اجتماع الدورة العادية برسم شهر فبراير الجاري، الأربعاء بمقر الولاية، إن سد المسيرة الذي يسقي جهة الدار البيضاء السطات وصل اليوم لأرقام مقلقة.واستهلت الرميلي حديثها، بالينابيع التي تسقي جوف جهة لدار البيضاء-السطات كاملة، أولها سد المسيرة، وأحواض أم الربيع، منبهة إلى الوضع الذي باتت تشهده هذه الينابيع بسبب الجفاف و الاستنزاف بشكل كبير.
وسجلت عمدة البيضاء الوضع الذي يعيشه سد المسيرة، الذي وصل 0,57 مليون مكعب فقط، معتبرة أن هذا الرقم مقلق يدعو إلى استمرار تظافر العديد من المجهودات لتفادي الوصول لمرحلة العطش، قائلة: ‘‘ أنا اليوم لست هنا لأدق ناقوس الخطر، لكن لأوضح الوضع الحالي بالأرقام’’.
وأضافت أن حاجيات ساكنة الدار البيضاء تبلغ 200 مليون ونصف متر مكعب في السنة، بينما احتياطي مخزون سد المسيرة وصل اليوم لـ 15 مليون متر مكعب فقط، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الدولة تقوم بمجهوداتها من أجل ربط مشاريع تحلية المياه الصالحة للشرب لتصل المناطق الجنوبية للدار البيضاء.
وأكدت العمدة أن الصهاريج بالدار البيضاء هي التي كانت تسقي المساحات الخضراء، و لكن بسبب أزمة المياه، وفي إطار الاستراتيجيات البديلة لعمل مجلس المدينة، فإنه سيتم الاعتماد على أعشاب غير مستهلكة للمياه في شوارع الدار البيضاء الكبرى.
وأوضحت أنه رغم الإجراءات المتخدة من أجل الحد من استنزاف المياه من خلال وقف سقي المساحات الخضراء، ومنع نشاطات الحمامات ومحلات غسل السيارات، إلا أن المجلس سيقوم بمجهودات أخرى تشمل الاستعمالات اليومية من أجل توعية المواطنين بخطورة الوضع الحالي، مشددة أن :”‘هذه الظرفية جد صعبة”.
ونبهت العمدة إلى ضرورة تغيير سلوك البيضاويين اليومي في الاستهلاك المفرط الذي يستنزف المياه، خاصة عند الغسل والاستحمام، معتبرة أن هذا السلوك اليومي يستنزف 15 لترا من المياه في كل ساعة يوميا، واصفة هذا الوضع بـ”المقلق”.
وفي هذا السياق، قال عبد الصادق مرشد، الناطق الرسمي باسم مكتب مجلس مدينة الدار البيضاء، إنه في حالة عدم تساقط الأمطار خلال الأيام المقبلة، فإن المجلس سيتخد إجراءات أخرى تنضاف إلى الإجراءات الموضوعة لمواكبة هذه الظرفية التي لا تبشر بالخير، بحسبه.
وأضاف مرشد في تصريح لجريدة “مدار 21″، أنه رغم هذه الإجراءات المتخدة إلا أن المواطن المغربي لا يبالي بخطورة الوضع الحالي، مشيرا في هذا الصدد إلى أن سلطات الدار البيضاء إضافة إلى شركة “ليديك” ستقوم بمجموعة من التدابير التحسيسية.
وسجل المسؤول الجماعي، أن ضياع الماء بسبب تسربات قنوات التزويد بالمياه عبر الأنابيب ناتج عن تراكمات لمدة سنوات وليست هذه السنة فقط، مضيفا أن “العديد من المقاطعات حاليا تعمل على ترميم وإصلاح هذه الأنابيب التي تشكل حسبه “ضريبة للمياه”.
وخلص إلى أنه “حتى المياه الموجودة والتي تنقلها هاته الأنابيب باتت ضعيفة جدا، الشيء الذي يؤكد لنا أننا وصلنا لأرقام مقلقة وحرجة”.
وتجدر الإشارة إلى أن سد “المسيرة”، الذي يعد ثاني أكبر سد في المغرب، و المزود الرئيسي لمياه الشرب والفلاحة بأقاليم برشيد وسطات وآسفي والجديدة وجنوب الدار البيضاء وشمال مراكش، وصلت نسبة الملء فيه مستوى غير مسبوق.
وكان نزار بركة، وزير التجهيز والماء، حذر من تراجع كبير في مخزون المياه في السدود الرئيسية بالمغرب، ما يهدد تزويد عدد من مدن المغرب بالماء الصالح للشرب.
و أكد المسؤول الحكومي أن الوضع الحالي للسدود بات يتطلب برنامجا استعجاليا من وزارته من أجل ربط شبكة مياه الشرب لشمال مدينة الدارالبيضاء بجنوبها.
وكشف في عدة مناسبات، عن الخصاص المهول الذي باتت تعرفه المنطقة الجنوبية بالدارالبيضاء، في احتياجاتها من الماء الصالح للشرب بعد تراجع حقينة سد المسيرة الخضراء.
وشدد بركة، على أنه ستتم الاستعانة بالحوض المائي لأبي رقراق، ليصبح سد محمد بن عبد الله هو المزود الرئيس لمدينة الدارالبيضاء ككل، تفاديا لانقطاعات الماء في العاصمة الاقتصادية. ووفق ما جاء على لسان الوزير، سيتم يوم 9 مارس إطلاق مشروع تحلية محطة مياه البحر، بجهة الدارالبيضاء سطات، بسعة 300 مليون متر مكعب.