صحيفة إكسبريس البريطانية: اعتراف بريطانيا بسيادة المغرب على الصحراء سيساعدها على النجاح في “البريكسيت”
قالت صحيفة “إكسبريس” البريطانية، إن عدم اعتراف بريطانيا إلى حدود الساعة بسيادة المغرب على الصحراء، مثلما فعلت دول كألمانيا والولايات المتحدة، يقف حجرة عثرة في وجه إنشاء علاقات تجارية قوية مع المملكة المغربية، وهي العلاقات التي تُعتبر كفيلة بنجاح بريطانيا في قضية “البريكسيت”.
ووفق نفس المصدر، فإن العديد من اللوردات يضغطون على وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، من أجل اتخاذ موقف صريح يعترف بسيادة المغرب على الصحراء، من أجل دفع بعجلة التجارة والاستثمار بين البلدين، وفتح آفاق جديدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ونقلت الصحيفة البريطانية تصريحات عدد من السياسيين البريطانيين الذين يقفون إلى جانب الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، حيث يَرَوْنَ أن الخروج من الاتحاد الأوروبي فيما يُعرف بـ”البريكسيت” فتح آفاق عديدة لبريطانيا إلا أنها لم تُستغل بعد، بسبب عراقيل من قبيل عدم الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء.
وحسب نفس المصدر، فإن المغرب قام بمجهودات كبيرة للتقارب مع بريطانيا، كتغيير المناهج الدراسية في البلاد وتوجيهها نحو دراسة اللغة الانجليزية أكثر من اللغة الفرنسية، كما يمنح العديد من الامتيازات لبريطانيا من أجل الاستثمار والرفع من مستوى العلاقات التجارية، وهو ما يجب أن يتم استغلاله.
وأشارت إكسبريس، إلى أنه توجد تحركات ومحاولات ضغط كبيرة على كاميرون في الفترة الأخيرة، من أجل اتخاذ خطوة الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، خاصة أن عدد من هؤلاء السياسيين البريطانيين الذين يدعمون المغرب في قضية الصحراء، يعتبرون أن موقف بريطانيا الحالي أصبح متجاوزا أمام مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمه الرباط كحل واقعي قابل للتطبيق.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن سفير المغرب لدى لندن، حكيم الحجوي، كان قد صرح لصحيفة “دايلي اكسبريس” البريطانية في دجنبر الماضي، أن المغرب يقدم للمملكة المتحدة فرصا كبيرة للتعاون على المستوى الاقتصادي، تتجاوز صادرات المنتجات الفلاحية، وذلك بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، مبرزا أن التقارب الثقافي المغربي البريطاني أصبح أكبر من نظيره مع فرنسا، لكنه ربط تطوير هذه العلاقة بصدور اعتراف صريح بالسيادة المغربية على الصحراء.
وتحدث الحجوي عن أن الرباط تقدم البديل الأفضل للمنتجات الفلاحية القادمة من الاتحاد الأوروبي بالنسبة للبريطانيين، متحدثا عن أن الطماطم المغربية مثلا، التي تمثل 45 في المائة من واردات بريطانيا من هذه المادة، أفضل وأرخص من نظيرتها الأوروبية، لكنها ليس الشيء الوحيد الذي يمكن للمغرب تقديمه.
ووفق الحجوي فإنه إلى جانب المنتجات الفلاحية مثل الطماطم والتوت، يقدم المغرب فرصا كبيرة في مجال الطاقة الخضراء، ولديه القدرة على المساهمة في تحقيق الأمن الطاقي لشركائه الاستراتيجيين، بالإضافة إلى أنه بلد يصنع 700 ألف سيارة سنويا، وهو المجال الاقتصادي الآخذ في التنامي، متحدثا عن آفاق واعدة للشراكة في مجالي الأعمال والأمن.
وأورد السفير المغربي أن المملكة أصبحت تتجه ثقافيا نحو بريطانيا وتبتعد عن فرنسا، وفق ما نقلته عنه “دايلي إكسبريس”، وقال “كل هذا في سياق التحول الذي يحدث في المغرب بطريقة طبيعية وعضوية للغاية بين الأجيال الشابة، التي تتحدث الآن الإنجليزية بطلاقة، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة للأنشطة التجارية”.
وأورد الحجوي أن المغرب هو بوابة أفريقيا بالنسبة للمملكة المتحدة، وبالنظر إلى إمكانيات في مجال التجارة والاستثمار، فإنه يقدم فرصا كبيرة لهذا البلد الأوروبي، ولكنه أيضا يتيح له الاستفادة من أفريقيا، التي من المتوقع أن تصبح أكبر سوق استهلاكي في المستقبل، خصوصا وأن المغرب هو ثاني أكبر مستثمر في القارة السمراء، وثلثا استثماراته تذهب إلى هناك.
وأوردت الصحيفة أن الاتفاق مع المغرب يتجاوز المجال الاقتصادي إلى المجال الأمني، باعتباره “لاعبا إقليميا رئيسيا في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط”، وهو بالتالي أحد الداعمين للاستقرار ولإمدادات المواد الغذائية والطاقة، إلى جانب نشاطه في المجال الدفاع والاستخباراتي، لكنها توقعت أن أي تحول مستقبلي في هذا الاتجاه سيكون مرتبطا بقضية الصحراء، وباتخاذ لندن مواقف مشابهة لتلك التي أقدمت عليها الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا وهولندا.
وتفاعلا مع ذلك يقول السفير المغربي إنه خلال السنوات الماضية، حصل الموقف المغربي على دعم هائل من واشنطن ومن لدن دول أوروبية، بما في ذلك إسبانيا وألمانيا، وأيضا هولندا وبلجيكا، إلى جانب العشرات من الدول العربية والإفريقية التي دشنت قنصلياتها في مدن الصحراء، كاعتراف واضح بالسيادة المغربية على المنطقة، مضيفا “ماذا عن المملكة المتحدة؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه الجميع”.