“الهجوم” كان السر وراء تأهل منتخب النشامى إلى نصف نهائي كأس آسيا، في فوز وصف بالتاريخي، إذ يصل المنتخب إلى هذا الدور من البطولة للمرة الأولى منذ بداية مشاركته في عام 2004.
وفي مباراته أمام منتخب طاجيكستان اليوم الجمعة، حصد المنتخب الأردني فوزه في البطولة المقامة في قطر، بهدف مقابل لاشيء، بعد أن استغل المدافع الأردني عبدالله نصيب ركلة ركنية وحولها لرأسية، ارتطمت بالمدافع الطاجيكي فهدات هانونوف قبل أن تدخل الشباك في الدقيقة 66 من الشوط الثاني.
وقد بدأت حظوظ الأردن بالفوز في مباراته مع طاجيكستان اليوم بفرصة عبر اللاعب يزن نعيمات، قبل أن ينجح في افتتاح التسجيل في الشوط الثاني أمام المنتخب الطاجيكي الذي يشارك للمرة الأولى في تاريخه في بطولة كأس آسيا.
ويقول نائب رئيس اتحاد كرة القدم الأردني مروان جمعة لـ بي بي سي “من يلعب بطريقة صحيحة، يحالفه الحظ بالتأكيد”.
مشاركة خامسة موفقة
ويلفت جمعة إلى أن الانضباط والتركيز إضافة للمواهب التي يتمتع بها لاعبو منتخب الأردن لكرة القدم، أدت للفوز، إذ كان “التحسن واضحا، من حارس المرمى، للدفاع، وللوسط، وللهجوم”.
ويعزو جمعة فوز المنتخب الأردني أيضا إلى تغيير أسلوب اللعب بالكامل، ويقول: “إنها مدرسة جديدة مبنية على الهجوم واستغلال المواهب، وتحويل الدفاع لهجوم أثناء اللعب… من كان معتاداً على متابعة كرة القدم الأردنية يلحظ أنه في السابق كان اللعب مبنياً على الدفاع، أما الآن فهناك خط دفاع متماسك، وهجمات أكثر؛ إذ نصنع أكثر من فرصة للأهداف”.
وفي سيناريو ريمونتادا وصف بالمثير، في التاسع والعشرين من يناير/كانون الثاني، تمكن المنتخب الأردني من تحويل تأخره أمام المنتخب العراقي إلى فوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين في الوقت بدل الضائع.
ويقول المحلل الرياضي الأردني أحمد الملاح إن وصول المنتخب الأردني لنصف النهائي كان مفاجأة، ويضيف: “كتشكيلة ولاعبين، نمتلك مجموعة جيدة جداً من اللاعبين الشباب، لكن نتائج مشاركاتنا السابقة جعلت من فوزنا هذه المرة مفاجأة… هذا أفضل إنجاز في تاريخ كرة القدم الأردنية في كأس آسيا”.
وكانت أول مشاركة للمنتخب الأردني في بطولة كأس آسيا عام 2004، وهذه هي المرة الخامسة التي يشارك فيها في البطولة “كأس آسيا 2023″، مما يجعله ذو “عهد جديد” مقارنة بغيره من المنتخبات كما يقول الملاح.
ويتفق الملاح مع نائب رئيس اتحاد كرة القدم بأن لعب المنتخب الأردني المرتكز على الهجوم في هذه البطولة ساعده في التأهل للدور نصف النهائي، ويضيف: “الجهاز الفني واللاعبون يمثلون منظومة كاملة، وكان إعداد المنتخب هذه المرة أكثر جرأة في الهجوم، وامتلك مفاتيح لعب جيدة جدا، إذ لم يعتمد على الخروج بأقل الخسائر، إضافة للطموح الكبير لدى اللاعبين”.
ويلعب المنتخب الأردني في المباراة المقبلة مع منتخب كوريا الجنوبية الذي تقدم على المنتخب الأسترالي بهدفين مقابل هدف واحد سجلته أستراليا أولاً.
وفيما يتعلق بحظوط المنتخبين، يقول الملاح إن “الحظوظ متساوية”. ويتابع: “طبعا حال الوصول للدور نصف النهائي تكون الحظوظ تقريباً متساوية، بغض النظر عن المنافس، الكل يكون مستعداً للخصم”.
لكن يضيف الملاح أن “منتخبنا الوطني قد يكون من أقل المنتخبات التي تمتلك خبرة في الأدوار النهائية في بطولة كأس آسيا مقارنة بالمنتخبات المنافسة، إلا أن هذا أيضاً عامل إيجابي يقلل من الضغط على المنتخب…”.
ويأمل الملاح أن يصل المنتخب الأردني للنهائي ويفوز باللقب “كل شيء ممكن”، كما يقول.
وتجاوز المنتخب الأردني الفريق الماليزي بأربعة أهداف مقابل لا شيء، ثم تعادل مع منتخب كوريا الجنوبية بهدفين، وفاز أمام العراق بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وبهدف وحيد مقابل صفر خسر أمام فريق البحرين الذي أنهت اليابان مشواره في البطولة.
ويختم جمعة بالقول: “هدفنا منذ البداية كأي فريق آخر الوصول للنهائيات والحصول على الكأس، لم نضع لأنفسنا سقف توقعات منخفض، لدينا المواهب والإمكانيات وتجاوزنا خمس مباريات وبقي أمامنا اثنتان”.
بطولة كأس آسيا التي انطلقت في خمسينيات القرن الماضي بأربعة فرق، يشارك فيها اليوم 24 منتخباً، موزعين على ست مجموعات، وتلعب هذه المنتخبات وفق قوانين البطولة وصولاً للدور النهائي.