أدى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة كثيرين آخرين في قاعدة بالأردن إلى تنامي الضغوط على الرئيس جو بايدن. وهذه هي المرة الأولى التي يُقتل فيها جنود أمريكيون بنيران أعداء، منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وغزة.
وبدا هذا التصعيد الحاد وكأنه لا مفر منه. فقد تعرضت المنشآت العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا لهجمات متكررة من قبل الميليشيات المدعومة من إيران، منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول. الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد متزايد من الجنود الأمريكيين. وقد ردت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً بضرب أهداف في كلا البلدين.
ولكن هذه المرة، يتعين على الولايات المتحدة أن تفكر فيما إذا كانت ستحمل إيران نفسها المسؤولية. إنه خيار وتصعيد محفوف بمخاطر كبيرة.
كان التحذير الأول للرئيس الأمريكي غامضاً. فقد قال: “سنحاسب جميع المسؤولين في الوقت وبالطريقة التي نختارها”.
وتدرك الولايات المتحدة أنها بحاجة الآن إلى بذل المزيد من الجهد لحماية أرواح جنودها من الرجال والنساء. وسوف يستغل منتقدو الرئيس هذه الأزمة لاتهامه مرة أخرى بأنه “متساهل مع إيران”.
لكن رئاسته كانت تدور حول خوض حروب بعيدة بخطوط حمراء واضحة لتجنب جر الأمريكيين إلى اشتباك تكلفة أكثر بكثير.
ما علاقة الضربات الأمريكية على جماعات مرتبطة بإيران في سوريا بحرب غزة؟
الحرب في سوريا: الولايات المتحدة ترسل تعزيزات عسكرية إلى شمال شرقي البلاد بعد اشتباكات مع روسيا
وقد تجنبت واشنطن وطهران، اللتان تربطهما عداوة منذ فترة طويلة، المواجهة المباشرة في الوضع الحالي المشتعل.
وامتنعت إيران، التي تتعرض أيضا لضغوط داخلية، عن شن ضربات على مواقع إسرائيلية أو أمريكية رداً على اغتيال قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني، والذي تحمل إسرائيل المسؤولية عنه.
وفي أول رد مباشر لها، صوبت طهران، في مطلع هذا الشهر، نيرانها على ما اعتبرته “هدفا سهلا” عندما ضربت ما سمته قاعدة تابعة لجهاز الموساد الإسرائيلي في كردستان العراق.
وقد وجدت الولايات المتحدة، بدعم من المملكة المتحدة ودول أخرى، نفسها تقود الحملة ضد الحوثيين في اليمن، لكن ذلك لم يوقف الهجمات على السفن في ممر الشحن الحيوي في البحر الأحمر. و يتعين عليها الآن، أن تواجه الجماعات الأخرى المدعومة من إيران من خلال نهج تدافع به عن المصالح الأمريكية، دون إدخال هذه المنطقة المضطربة في دوامة خطيرة أخرى.