بعدما ألمح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إلى التعاون مع الجانب العراقي في معرض حديثه أمس عن استهداف مقر للحشد الشعبي شرق بغداد، نفى رئيس خلية الإعلام الأمني العراقي، تحسين الخفاجي، الأمر تماماً.
وشدد الخفاجي في تدوينة على منصة إكس، اليوم الجمعة، على أن “الهجوم نُفذ بشكل مباشر من دون علم أي جهة عسكرية أو أمنية عراقية، كما هو حال الاعتداءات الأخيرة التي طالت مواقع أمنية”، وفق كلامه.
لم نبلغ مُسبقا
كما أوضح أن “عضو ارتباط قوات التحالف الدولي في العراق أبلغ نائب قائد العمليات المشتركة بأنه لم يتم إبلاغه مُسبقا بتنفيذ هذا الاعتداء الذي يندرج في إطار سلسلة من التجاوزات التي ارتكبتها قوات التحالف الدولي في المدة الماضية والموثقة لدى قيادة العمليات المشتركة، خصوصا تنقُّل الطيران المُسيّر والحربي في سماء البلاد” ، بحسب تعبيره.
إلى ذلك، اعتبر أن هذا الهجوم يضر بالعلاقة بين القوات العراقية والتحالف ويعد تجاوزاً واضحاً للتفويض الذي وُجد لأجله التحالف.
رفع حالة الإنذار القصوى في مقار “الحشد الشعبي” إثر مقتل آمر اللواء 12 في حركة النجباء العراقية
أتى ذلك بعدما ذكرت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أمس في بيان، أن قواتها نفذت ضربة “للدفاع عن النفس” بالعراق أسفرت عن مقتل أبو تقوى السعيدي، القيادي بحركة النجباء، التي تعمل في كل من العراق وسوريا.
وقال المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر إن السعيدي شارك في التخطيط لهجمات على أفراد من الجيش الأميركي وتنفيذها، وأنه قُتل في الضربة مع عضو آخر في حركة النجباء.
كما شدد على أن الضربة نفذت للدفاع عن النفس، وأنه لم يتم استهداف بنية تحتية أو منشآت، وفق قوله.
“تصعيد متعمد وخطير”
وكانت حركة النجباء والحشد الشعبي أعلنا مقتل معاون قائد عمليات حزام بغداد في الحشد وآمر اللواء 12 في حركة النجباء، مشتاق طالب السعيدي، الملقب بـ “أبو تقوى”، بالإضافة إلى مرافقه مسؤول الدعم اللوجستي في الحركة علي نايف، الملقب بـ”علي أبو سجاد”.
وقالت هيئة الحشد إن استهداف مقر تابع لها في بغداد بطائرة مسيرة يمثل “تصعيدا متعمدا وخطيرا” ينتهك السيادة العراقية.
كما اعتبرت أن هذا الهجوم “يعد تحدياً واضحاً للسيادة العراقية والسلطات الأمنية المرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة ونسفاً لكل القوانين والأعراف الدولية”.
بدورها، دانت الرئاسة العراقية الهجوم ووصفته بأنه “خرق وتجاوز” لسيادة البلاد وأمنها.
ومنذ تفجر الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، تعرض الجيش الأميركي بالفعل لأكثر من 100 هجوم على الأقل في العراق وسوريا عبر مزيج من الصواريخ والطائرات المسيرة الملغمة.
ما دفع أميركا إلى الرد عبر ضرب عدد من الفصائل المسلحة الموالية لإيران في البلدين.
يذكر أن الولايات المتحدة تنشر 900 جندي في سوريا، و2500 جندي على الأراضي العراقية ضمن قوات التحالف التي تقدم المشورة والمساعدة للقوات المحلية من أجل منع عودة تنظيم داعش الذي سيطر عام 2014 على مساحات كبيرة من الأراضي في البلدين قبل هزيمته.