بعد سنوات من الحرب، دخل العام الجديد على سوريا من دون اشتباكات فعلاً، لكن بحرب اقصادية يقول عنها السوريون بلهجتهم إنها “أصعب من أيام القذائف”، في إشارة منهم إلى فترة ما بعد عام 2011.
احتفالات.. ولا احتفالات
فقد زادت احتفالات رأس السنة الجديدة من أوجاع كثير من السوريين، بسبب عجزهم عن تأمين أدنى لوازم التجمّع مع عائلاتهم، وفقا لوسائل إعلام محلية.
في حين شهدت الليلة الماضية مفارقات بين العائلات السورية في قلب المدينة الواحدة، فبينما كان أغلبهم عاجزا عن الاحتفال بسبب الغلاء، مارست طبقة أخرى الطقوس بشكل طبيعي في المطاعم وصالات الفنادق، وهو ما يفسر الوضع الاقتصادي الصعب الذي خلّفته الحرب.
كما أفادت مصادر محلية بأن كثيرا من السوريين لم يغادروا منازلهم في تلك الليلة، كما لم يتمكنوا من تحضير لوازم السهرة ولو بأبسط المأكولات، فضلا عن انقطاع التيار الكهرباء وانخفاض درجة الحرارة مع اشتداد فصل الشتاء عليهم.
وتحدث آخرون عن أن تكلفة السهرة للشخص الواحد لا تقل عن نصف مليون ليرة سورية وتصل إلى 5 ملايين، ما يعادل أضعاف راتب موظف حكومي واحد في البلاد.
أزمة وضحايا
يشار إلى أن سوريا عانت لسنوات طويلة من حرب أرهقت البلاد والعباد وخلّفت آلاف الضحايا إلى جانب وضع اقتصادي صعب لا يوصف بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار والعقوبات الغربية.
وغالباً ما يصاحب فترة أعياد الميلاد ورأس السنة ارتفاع أسعار مختلف المواد، حيث شهدت أسواق بعض المناطق ارتفاعاً قياسياً طال معظم السلع والمواد الغذائية والخضراوات والفواكه، وصل بعضها إلى أكثر من الضعفين.
في حين تعاني مناطق أخرى من أزمة وقود حادة وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة.