رئيس أركان الاحتلال: المعركة في غزة معقّدة.. وتفكيك “حماس” أمر صعب
مسؤولون إسرائيليون يتحدثون عن المخاطر التي تواجه قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزة، ويقولون إن "حماس" جيش مبدع وفريد.
نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس أركان الاحتلال، هرتسي هليفي، اليوم الثلاثاء، قوله إن الحرب على قطاع غزة “لها أهداف ضرورية، ليس من السهل تحقيقها”، مؤكداً أنها “تجري في منطقة معقدة. ولهذا السبب، ستستمر الحرب عدة أشهر أخرى”.
وتحدث هليفي عن طبيعة المنطقة في غزة، قائلاً “إننا، في هذه المنطقة المكتظة بالمباني، سنظل نواجه المقاتلين”.
وفيما يخص المعارك الدائرة شمالي القطاع مع المقاومة الفلسطينية، قال هليفي إنه “لا توجد حلول سحرية، ولا توجد طرق مختصرة لتفكيك حماس بصورة شاملة”.
وأضاف: “في هذه الحرب نخوض حرباً لا مثيل لها. وكما في الحروب، فإن لها ثمناً باهظاً ومؤلماً”.
بالتزامن، قال اللواء في الاحتياط، غيرشون هكوهين، وفقاً للإعلام الإسرائيلي، إن “حماس جيش مبدع وفريد للغاية، تم بناؤه وفقاً لظروف قطاع غزة”، واصفاً الحرب ضدها بأنها “صعبة”.
وفيما يخص الصعوبات التي تواجه قوات الاحتلال المتوغلة، قال هكوهين: “لقد فُرضت علينا حرب طويلة لأن أعداءنا تصرفوا بذكاء”.
ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنه “إذا تم الاعتقاد أن حماس سوف تتراجع الى الخلف مع إطالة أيام القتال، فإن هذا لن يحدث”.
وفي إشارة إلى أن المقاومة لا تزال تحافظ على حضورها الفعّال، قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن المقاومة “أطلقت، اليوم، كثيراً من الصواريخ نحو غلاف غزة والوسط، لكن للمرة الأولى بعد شهر تقريباً تُطلق الصواريخ نحو بئر السبع”.
من جهتها، ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن “إسرائيل، بعد فشلها في تحقيق أهدافها، تَعُدّ حرباً طويلة في غزة”.
وأضافت الصحيفة أن “هذه الحرب غير المتكافئة تُشَنّ في بيئة غامضة”، مؤكدةً أنه “لا يتم السيطرة على الأراضي التي تم احتلالها بصورة كاملة أبداً، وحماس تستمر في نصب الكمائن من أجل كسر حافز الجنود الإسرائيليين ـالذين تم حشدهم منذ عدة أسابيع”.
“حماس لن تُهزم”
وبشأن الأكاذيب التي يروّجها الاحتلال الإسرائيلي، قال اللواء في الاحتياط إسحاق بريك في مقالة نشرتها صحيفة “هآرتس”: “لا تصدقوا الجيش الإسرائيلي والمحللين الإسرائيليين. لا حل لأنفاق حماس. يقدّمون (قادة الجيش) صورة خاطئة عن آلاف القتلى من حماس، ويواصلون تزوير صور من هذا النوع، كما لو أنهم لم يتعلموا شيئاً”.
وأشار عضو الكنيست موشيه طور فاز إلى أن “إسرائيل استعدت لحروب قصيرة، وهذه الحرب هي الأطول منذ حرب التحرير، والسؤال هو من سيحل محل جنود الاحتياط بعد ثلاثة أشهر من الحرب”.
بالتزامن، قالت مصادر في “الجيش” الإسرائيلي إن “حماس لن تُهزم في العملية البرية الحالية، ويستعد الجيش الإسرائيلي لتغيير في القتال في قطاع غزة”.
يأتي ذلك في وقت ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه، تحت بند سُمح بالنشر، تمّ إعلان أسماء ضابطين وجندي من “الجيش” الإسرائيلي، قُتلوا في معارك في وسط قطاع غزة وشماليه، اثنان منهم برتبة رائد ونقيب، والثالث رتيب.
من جهته، ذكر موقع “يديعوت أحرونوت” أنّ “الجيش الإسرائيلي” سمح بإعلان إصابة 5 من جنوده بجروح خطيرة، خلال معارك في شمالي القطاع، بينهم ضابط وأربعة جنود.
وفي وقت سابق اليوم، أقرّ “جيش” الاحتلال بمقتل جنديين جديدين في صفوفه وإصابة 4 آخرين، إصاباتهم خطيرة، وذلك في المعارك البرية الدائرة مع المقاومة الفلسطينية شمالي قطاع غزّة.
وارتفع عدد قتلى “جيش” الاحتلال حتى الآن إلى 495 منذ 7 تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي، بينما بلغ عدد القتلى منذ بدء العملية البرية في غزة، في الـ27 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أكثر من 161 قتيلاً، وفق ما يعترف به الاحتلال.
وتفرض المؤسسة العسكرية الإسرائيلية رقابةً مشددةً على نشر أعداد القتلى والمصابين من “الجيش”، في محاولة لإخفاء خسائرها الفادحة التي تكبّدها إياها المقاومة الفلسطينية، إلّا أنّ البيانات الدقيقة، التي تصدرها المقاومة والمقاطع التي توثّق استهدافاتها، تثبت حجم الخسائر الكبيرة لدى القوات المتوغلة.
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية حصيلة قتلى “جيش” الاحتلال قبل أيام بـ”المأساة الأكبر”، ومن الأمور الأشد فظاعةً خلال الحرب”.
ويخوض المقاومون معارك ضارية من مسافة صفر مع قوات العدو المتوغلة شمالي القطاع، حيث يستمر القتال منذ أكثر من 80 يوماً. وسبق أن نجحت المقاومة في تنفيذ عمليات تسلل واقتحامات ضد قوات الاحتلال، واستهدفت آلياته ودباباته طوال الفترة الماضية.