حسام أبو صفية رئيس قسم الأطفال في مستشفى كمال عدوان: “نبشوا القبور وصعدوا فوق بعض الجثامين بالجرافات”
روى طبيب فلسطيني تفاصيل المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في مستشفى كمال عدوان الواقع في بيت لاهيا، شمال غزة.
وقال حسام أبو صفية رئيس قسم الأطفال في مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة السبت إن حوالي 65 مصابا ومريضا، بالإضافة إلى 12 طفلا مصابا، نقلوا إلى مجمع الشفاء الطبي بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى، بحسب وكالة أنباء “العالم العربي”.
وأضاف أبو صفية: “غالبية النازحين كذلك خرجوا من المستشفى وبقينا نحن وبعض النازحين الذين لا مأوى لهم داخل المستشفى. المدارس ومراكز الإيواء أصبحت مكتظة ولا يوجد مكان آمن لنتوجه إليه”.
وتحدث الطبيب عن تفاصيل الأحداث التي شهدتها الأيام القليلة الماضية، عندما حاصر الجيش الإسرائيلي المستشفى قبل أن يقتحمها في نهاية المطاف.
وقال أبو صفية: “أطبق الجيش الحصار على المستشفى من جميع الجهات لما يقرب من أسبوع، ومنذ 4 أيام اقتحمه بشكل مفاجئ”.
وأضاف: “طلبوا تسليم أي نوع سلاح إذا ما كان لدينا أسلحة، كان هناك بعض الأسلحة الخفيفة التي يستخدمها أمن المستشفى، خرجنا لساحة المستشفى وأبلغناهم بأن الأسلحة خاصة بعناصر الأمن، وبعد ذلك أجبروا كل من أقل من 65 عاما على الخروج إلى ساحة المستشفى”.
وتابع: “كنا حوالي 3 آلاف، أجبروا بعض الشبان على خلع ملابسهم وحمل الأسلحة ،وقاموا بتصويرهم على أنهم مسلحون لتبرير جرائمهم بحق القطاع الصحي”.
وواصل الطبيب شهادته: “بعد ذلك اعتقلوا عددا كبيرا من النازحين، ومن أخلوا سبيله بعد ذلك أطلقوا عليه النار. وصلت إلينا 5 حالات من الذين أطلق الجيش الإسرائيلي النار عليهم من النازحين، أما الكوادر الطبية فاعتقلوا منهم 70، وطلبنا إعادتهم لنتمكن من تقديم الخدمة، لكن لم يتم إطلاق سراحهم، ولا نعلم مكانهم”.
وقال: “دمروا الصيدلية التابعة للمستشفى، وحرقوا مستودع الأدوية بشكل كامل لكي لا نتمكن من تقديم أي خدمات للمرضى والجرحى، كما هدموا مبنى الإدارة، وحطموا جميع مركبات الكادر الطبي في ساحة المستشفى”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، إنهاء عملياته العسكرية في مستشفى كمال عدوان، باعتقال 90 شخصا.
وجاء ذلك في بيان لمتحدث الجيش أفيخاي أدرعي، بعد نحو أسبوعين من حصار القوات الإسرائيلية للمستشفى، انتهى بـ”كارثة إنسانية” وفق وزارة الصحة بقطاع غزة.
نبش القبور
وتطرق الطبيب الفلسطيني أبو صفية إلى التفاصيل الأكثر بشاعة في الانتهاكات الإسرائيلية، وهي المتصلة بانتهاك حرمة الموتى.
وواصل: “نبشوا القبور وأخرجوا الجثامين وفحصوها وأخذوها لمكان لا نعلمه، وصعدوا فوق بعض الجثامين بالجرافات”.
وقال الطبيب إن الجيش الإسرائيلي دمر خيام النازحين بالجرافات، وعلق: “لحسن الحظ كان النازحون داخل المستشفى بسبب القصف في الخارج، ولو كانوا داخل الخيام لقتل الآلاف، لأن الجرافات هدمت كل شيء”.
وفي محاولته لصياغة الكارثة في كلمات، لخص المشهد: “مستشفى كمال عدوان تحول إلى منطقة لا معالم لها. كل شيء تم تحطيمه، حتى محطة الأكسجين وخزانات المياه، لا يمكننا تقديم أي خدمات صحية الآن”.
وفي وقت سابق السبت، دعت وزيرة الصحة الفلسطينية لإجراء تحقيق دولي في التقارير التي ترددت عن قيام الجيش الإسرائيلي بدفن مصابين أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان.
وقالت الوزيرة مي الكيلة في بيان: “المعلومات والشهادات من المواطنين والطواقم الطبية والإعلامية تشير إلى قيام الاحتلال بدفن مواطنين أحياء في ساحة المستشفى، وأن بعضهم شوهدوا أحياء قبل حصارهم من قبل الاحتلال”.
كما ذكرت حركة الجهاد في بيان أن الجيش الإسرائيلي قام بتجريف خيام النازحين حول مستشفى كمال عدوان والتمثيل بجثامين القتلى هو “جريمة بشعة وسلوك غير آدمي ولا إنساني ويكشف عن مستوى غير مسبوق من الإجرام والإرهاب”.
وحملت حركة حماس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المسؤولية مع إسرائيل عن “جريمة” مستشفى كمال عدوان.