تسير المدرسة المغربية نحو إثارة المزيد من مخاوف المجتمع بسبب مظاهر الانحراف التي أصبحت بادية على سلوكيات التلاميذ،
وهي مظاهر تتراوح ما بين استفحال ظاهرة التدخين، وما بين العنف الذي بات متفشيا أكثر.
واصبحت مظاهر العنف والانحراف بادية للعيان في مختلف المدن المغربية، بما فيها المدن الصغيرة والمتوسطة، بينما يدق
الباحثون الاجتماعيون والمدرسون ناقوس الخطر بعد أن صارت الأرقام أكبر كاشف عن مدى تغلغل هذه الظاهرة في «معاقل التربية
والتعليم».
وفي دراسة أنجزتها وزارة الصحة المغربية في الأوساط المدرسية والتعليمية، تبين وجود نسبة متزايدة من التلاميذ، بمن فيها
تلميذات، يدخنون السجائر أو يستهلكون أنواعا من المخدرات. وحددت الدراسة نسبة هؤلاء في حوالي 15 في المائة، وهو رقم
مرتفع إذا ما قورن بالنسبة الضئيلة لهؤلاء قبل عقد من الزمن فقط، والتي لم تكن تتجاوز 2 أو 3 في المائة.
غير أن ما لفت الانتباه في هذه الدراسة هو أن غالبية المدخنين والمدخنات في المؤسسات التعليمية المغربية يتراوح سنهم ما بين
13 و15 سنة. غير أن تدخين السجائر في المدارس المغربية يعتبر هينا نسبيا إذا ما قورن بظاهرة جديدة تتمثل في ارتفاع نسبة
التلاميذ المدمنين على تناول أنواع من المخدرات، بينها مخدرات تصنع على شكل حلوى، وتكسب يوما بعد آخر رواجا متزايدا في
أوساط التلاميذ.
وأشار البحث، الذي أجري على عينة من المدارس في مدن مغربية كبرى مثل الدار البيضاء والرباط ومراكش، إلى أن مزيدا من
التلميذات أصبحن يشكلن نسبة هامة في خارطة الانحراف المدرسي.
ويمكن بسهولة ملاحظة درجة الانحراف التي بلغتها المدارس المغربية، خصوصا المؤسسات التعليمية التي تشكل حلقة الوصل بين
التعليم الابتدائي الأساسي، وبين التعليم الجامعي، وهي الفترة التي تشكل مرحلة المراهقة بما تحمله من قلق نفسي ورغبة في
الاكتشاف، وهي رغبة غالبا ما تنحو نحو المغامرة والتهور.
ووفق دراسة وزارة الصحة فإن أغلب التلاميذ المدخنين قالوا إنهم فعلوا ذلك إما تقليدا لتلاميذ آخرين كانوا يدخنون من قبل، أو
رغبة منهم في الاندماج أكثر وسط شلة أصدقاء أغلب أفرادها يدخنون، فيما أشار آخرون إلى أن تدخين مخدر «الماريجوانا» هو
«نتيجة مشاكل أسرية ومدرسية».
وأصبح لافتا ملاحظة