يواصل الفلاحون بمكناس، الإقليم الفلاحي بامتياز الذي يواجه على غرار باقي الجهات آثار نقص التساقطات المطرية، نشاطهم الفلاحي بفضل إجراءات وتدابير اتخذتها الدولة للتقليص من آثار نقص التساقطات المطرية.
وبعد عملية توزيع الشعير المدعم التي يستفيدون منها كل سنة، يستفيد فلاحو هذه الجهة ذات المؤهلات الفلاحية الغنية، على غرار نظرائهم بباقي جهات المملكة من مبادرة غير مسبوقة تقام للمرة الأولى وتهم توزيع الأسمدة الآزوتية المدعومة من قبل الدولة.
وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أطلقت برنامجا استثنائيا لدعم القطاع الفلاحي سيمكن من التحضير الجيد للموسم الفلاحي المقبل.
ويهدف هذا البرنامج إلى دعم الفلاحين للحد من آثار ارتفاع أسعار المدخلات الفلاحية على كلفة الإنتاج، وقد رصد لهذا البرنامج الذي تم إطلاقه بناء على التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس غلاف مالي قدره 10 مليارات درهم.
أكد المدير الإقليمي للفلاحة بمكناس، محمد إيجو، أنه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية للتقليص من آثار نقص التساقطات المطرية، اتخذت وزارة الفلاحة سلسلة من التدابير من بينها توزيع الأسمدة الآزوتية وهو عامل مهم للإنتاج على اعتبار أنه ينعكس على سعر الخضر على وجه الخصوص.
وأضاف ان جهة فاس – مكناس تستفيد، كمرحلة أولى، من أزيد من 550 ألف قنطار تضم الأصناف الثلاث للأسمدة الأزوتية (21، 33 و 41)، مشيرا إلى أنه يمكن للفلاحين الولوج إلى هذه المنتجات على مستوى 8 مراكز للربط تتوزع على مختلف عمالات وأقاليم الجهة.
وأوضح المسؤول الإقليمي أن الدولة تعمل على مواكبة هذا المجهود المالي في حدود 164 إلى 185 درهم للقنطار الواحد في هذه العملية التي تم إطلاقها منذ حوالي أسبوع ، موضحا أنه تم حتى الآن توزيع ما مجموعه 2480 قنطار على مستوى مكناس لفائدة على الخصوص منتجي البطاطس، فاكهة الموسم.
وستشمل هذه العملية في الأيام المقبلة منتجي الحبوب والقطاني، قبل أن تمتد في مستهل الخريف لتشمل الأشجار المثمرة.
من جهته، أكد حميد الكاموني، عن المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية ومسؤول نقطة التوزيع بالدخيسة على أهمية عملية توزيع الأسمدة الآزوتية التي تم إطلاقها لأول مرة على المستوى الوطني، مشيرا إلى أنها تأتي في الوقت المناسب لمساعدة الفلاحين على مواجهة تداعيات تأخر التساقطات المطرية.
وتابع أن هذه المبادرة ستمكن الفلاحين من الاستفادة من تخفيض تتراوح نسبته بين 50 و 60 في المائة على السعر الموجود بالسوق.
وعبر عدد من الفلاحين في تصريحات، عن سعادتهم بإطلاق عملية توزيع الأسمدة الآزوتية المدعمة لأول مرة لكونها ستساعدهم على تجاوز الصعوبات المرتبطة بكلفة الإنتاج في سياق يتسم على الخصوص بندرة التساقطات المطرية وارتفاع أسعار المنتجات الفلاحية.
تجدر الإشارة إلى أن البرنامج الاستباقي للحد من آثار نقص التساقطات المطرية يشمل على الخصوص تدابير لحماية الرصيد الحيواني بخمسة ملايير درهم، وحماية الرصيد النباتي بأربعة ملايير درهم.
و فيما يخص دعم سلاسل الإنتاج النباتي، سيتم دعم أسمدة النيتروجين والبوتاس وبذور الطماطم والبطاطس والبصل على الصعيد الوطني للمساعدة في التخفيف من ارتفاع تكاليف الإنتاج. كما سيتم دعم للأسمدة القابلة للذوبان للطماطم المستديرة ، بميزانية تبلغ 2ر2 مليار درهم.