ما الذي فعلته اللغة العربية لكي ينتقم منها عزيز أخنوش شر انتقام؟

نقلا عن موقع برلمان كم

في آخر كلمة ألقاها رئيس الحكومة بمراكش، أمام جمع من الضيوف الحاضرين في النسخة الثانية من المناظرة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية، تعامل عزيز أخنوش مع اللغة العربية في الخطبة التي تم تهييؤها له مكتوبة وربما مشكولة، كمحارب يقاتل عدوه بشراسة، فلا الفعل أصبح صحيحا في نطقه، ولا الفاعل فاعلا بضمه، ولا المجرور مكسورا في إضافتهنعم، لقد تحرك الشاعر المصري حافظ إبراهيم في قبره، وهو صاحب أجمل قصيدة شعرية في حق اللغة العربية، وتحرك قبله الشاعر الفرنسي موليير حينما أهينت لغته من طرف رئيس حكومتنا، ولكن العربية ندبت حظها التعيس وهي تلاك بين شفاه عزيز اخنوش أمام جمع من الشاهدين، وبكت حروفها مجد كل السنين، حين بدت عاجزة عن تكوين كلمات مفهومة للسامعين، فما عسى أن تفعل الجمل والفقرات، وقد نجا من الحاضرين كل من التجأ الى الآلة المترجمة، بينما نال الآخرون عقاب إنصاتهم لكلمات ليست كالكلمات، وجمل تفنن رئيس حكومتنا في إتلافها باللكمات تلو اللكمات.

وقد لاحظ بعض من جال بعينيه كي يتفقد أحوال الحاضرين وردود أفعالهم، كيف بدا الاستغراب على وجوه كثير من الحاضرين، ولعل أغلبهم يتساءل عن سر هذا الشقاء اللغوي، وتراه لا يعلم أن رئيس حكومتنا هو حالة فريدة على المستوى العالمي، لأنه لا يتقن أية لغة على الإطلاق، بل لا يتقن، فيما يبدو، حتى اللغات العامية والأمازيغية التي صوت عليه أهلها.

 

إن الذاكرة تعود بنا، كرها لا ابتغاء، الى يوم تكلم عزيز أخنوش باللغة الفرنسية في ملتقى دولي هام، فبهدلها أشد بهدلة أمام كل الحاضرين، ولو كان يتقن غيرها من اللغات لصفقنا له تصفيقا، لأن الفرنسية يجب أن تخرج من بين ظهرانينا، وتذهب إلى حال سبيلها، لكن رئيس حكومتنا يتعثر كلما أراد أن يعبر وبأي لغة كانت، حتى تساءل البعض عن شهادات رئيس حكومتنا، وعن الجامعات التي حصل منها على تأهيله وشهاداته، وإن من حقنا أن نساءله عن معارفه، لأنه طالما مثل المغرب في الكثير من الملتقيات.

واليوم، ونحن نتفرج مرة أخرى على رئيس حكومتنا وهو ينال من اللغة وأصولها، لايسعنا إلا أن نطرح سؤالا واقعيا حول ماهية “حكومة الكفاءات”، فإن كانت الكفاءة هي أهلية القيام بأمر وإتقانه، فإن حكومة أخنوش أبعد ما تكون عن هذه المهارات. وإذا كانت الكفاءة هي حسن التواصل وإتقان اللغات، فهذا ما لم نره عند رئيسها. أما إذا كان معنى الكفاءات هو جمع للفظة كفى، فكفانا من هذه الحكومة “يكفوني”، سيرا على ما ورد يوما على لسان الإمام أبي حنيفة، لنختم بما ختم به: والآن فليمد المواطن رجليه ويستريح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.