يتميز العالم بوجود شخصيات مؤثرة تسهم بشكل استثنائي في بناء الهوية الثقافية والفنية للمجتمعات. تمثل شخصية الأستاذ أحمد رشيد العلام واحدة من تلك الشخصيات المتميزة التي تجسد التفاني والإبداع في مختلف المجالات.
ولد الأستاذ أحمد رشيد العلام في الرحامنة سنة 1956، وكانت هذه المنطقة بمثابة المصدر الذي شكل شخصيته الفريدة ومساره المستقبلي. على مدى 67 عامًا من حياته، لم يكن مجرد شاهد عابر في المجتمع، بل كان جزءًا فعّالًا من تطويره وتنميته.
استطاع الأستاذ أحمد رشيد العلام من خلال تجاربه الفنية المتعددة أن يلامس أوجهًا متعددة من الإبداع. شارك في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية، وأصبح وجهًا مألوفًا للمشاهدين والمستمعين على حد سواء. لقد نالت مشاركاته إعجاباً واسعاً، مما أسهم في جعله شخصية شهيرة ومحبوبة في إقليم تزنيت.
ولم يكتفِ الأستاذ أحمد رشيد العلام بالإبداع في المجال الفني فقط، بل تجاوز ذلك ليمتد إلى المجال التعليمي والتنشيط. بوصفه أستاذًا وقيدومًا للمنشطين في الإقليم، عمل جاهدًا على توجيه الشباب نحو مجالات مفيدة وبناءة. نظم دورات تدريبية وورش عمل لينقل خبراته ومهاراته في التواصل والتنشيط، وساهم بشكل كبير في تهيئة الشباب لتحمل المسؤوليات.
لفت الأنظار إلى تكريم الأستاذ أحمد رشيد العلام من قبل جمعية تيميزار خلال السهرة الختامية للدورة الحادية عشر لمهرجان تيميزار 2023. هذا التكريم يعكس تقدير المجتمع للإسهامات الهامة التي قدمها في مجال الفن والتعليم، وهو رسالة تقديرية تعكس قيمته ودوره المهم في نمو المنطقة.
منذ طفولته، ارتبط العمل الجمعوي وروح الإبداع بشخصية الفنان أحمد رشيد العلام. بدايةً من نادي شبيبة الحمراء الذي كان موطنًا لطفولته، حيث كان ينظم برامج للأطفال ويقدمها في قاعات السينما بمراكش. كما امتد تأثيره إلى مدرسة الشعب، حيث تألقت مواهبه وازدهرت مشاريعه المتنوعة. إنها تلك اللحظات التي صاغت مساره وروحه الفنية، وساهمت في تطويره ونموه.
بين نبض الجمعيات الثقافية وأروقة المدارس الشعبية، استمد الفنان أحمد رشيد العلام قوته وإلهامه. تلك المراحل الأولى كانت خطوات نحو تصاعد نجمه في المستقبل. إنه الفنان الذي لم يكتفِ بتطوير مواهبه الشخصية فقط، بل شارك في تطوير جيل من الشباب المبدعين، ليترك بصمته الفنية والتراثية في قلوب الجميع.
في نهاية المطاف، يبقى إرث ثقافي وفني غني خلفه الأستاذ أحمد رشيد العلام. إنه مثال حي على قوة العطاء والتفاني، وإشارة إلى أن الإرادة والإبداع يمكن أن تسهما في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.