لأول مرة وبشكل علني، أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، أن الدولة الروسية مولت مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة بالكامل، وأنفقت 86 مليار روبل (مليار دولار) عليها في الفترة ما بين مايو/أيار 2022 والشهر نفسه من العام الجاري.
وأضاف في اجتماع مع قوات الأمن أن يفغيني بريغوجين قائد فاغنر، الذي قاد التمرد القصير يوم السبت الماضي، حقق المبلغ نفسه تقريبا خلال الفترة ذاتها من شركته المتخصصة في مجال الأغذية وتقديم الطعامكما أوضح أن الدولة دعمت فاغنر من مخصصات وزارة الدفاع، مشيراً إلى أن أعداء روسيا كانوا سيستفيدون من الفوضى لو نجح هذا التمرد.
إلى ذلك، أكد الرئيس الروسي أن الجيش والشعب لم يقفا إلى جانب المتمردين الذين قادهم.
وأضاف في كلمة ألقاها بريغوجين اليوم الثلاثاء، خلال مراسم تكريم العسكريين ورجال الأمن الذين ساهموا في إحباط التمرّد، أن التحرك السريع ووحدة الشعب كان لهما دور حاسم في التصدي للتمرد.
الجيش أوقف حرباً أهلية
كذلك اعتبر أن الجيش أوقف حرباً أهلية وتحرك بشكل جماعي لإنهاء التمرد. وقال إن الطيارين الذين لقوا حتفهم أثناء التمرد المسلح قاموا بواجبهم بشرف، ولفت إلى أنه لم يكن من الضروري استخدام الوحدات القتالية المشاركة في العملية العسكرية خلال التمرد.
وأضاف أن الإجراءات السريعة والفعالة من جانب قوات الأمن، ضمنت عدم وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
أسوأ أزمة تشهدها روسيا
وكان الكرملين قد نفى أن يكون تمرد فاغنر أضعف بوتين مع أنه تسبب بأسوأ أزمة تشهدها روسيا منذ وصول الرئيس الروسي إلى السلطة قبل أكثر من 20 عاما.
وأكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن “هذه الأحداث أظهرت إلى أي مدى يلتف المجتمع حول الرئيس”.
يذكر أن الرئيس الروسي كان انتقد منظمي تمرد نهاية الأسبوع، الذي يعتبر أخطر تهديد لسلطته حتى الآن، باعتبارهم خونة تم التلاعب بهم من جانب الحكومة الأوكرانية وحلفائها.
خلال خطاب تلفزيوني مدته خمس دقائق قرب منتصف الليل، سعى بوتين الذي تحدث بنبرة صارمة وبدا متعبا، إلى إظهار الاستقرار. وحاول إيجاد توازن بين انتقاد منفذي الانتفاضة لمنع حدوث أزمة أخرى، وعدم استعداء الجزء الأكبر من المرتزقة وأنصارهم المتشددين، وبعضهم غاضب من تعامل الكرملين مع الوضع.
كما أشاد بالمرتزقة من الرتب الدنيا لأنهم لم يتركوا الوضع ينحدر إلى “إراقة دماء كبيرة”