التسول ، وظيفة واعدة في المغرب؟
في المغرب ، من المستحيل الجلوس في مقهى ، أو السير في الشارع ، أو حتى ركوب الحافلة دون أن يزعجك أحد المتسولين أو أكثر من المتسولين الذين يتوسلون إلى الزكاة. ولا تتفاجأ إذا قرع شخص ما باب منزلك ليطلب منك المال. في المقابل ، يحق لك بعض الصلوات. وبالطبع ، يعتمد عدد الثناء على مجموع صدقاتك.
أسوأ ما في الأمر هو أن الأشخاص الذين اعتادوا على الربح بسهولة من خلال التسول يجدون صعوبة بالغة في ممارسة الصفقات العادية مثل الأشخاص العاديين. بمعنى آخر ، لا يمكنهم فعل أي شيء سوى التواصل مع أي من المارة. لأن كل الوسائل جيدة للحصول على درهم ، ثمن الخبز في المغرب.
يجب ألا نحلم عالياً ، لأن المغرب ليس الدنمارك. تخلت النرويج نفسها ، واحدة من أغنى دول العالم ، عن خطتها لحظر التسول. ومع ذلك ، نلاحظ أن الدولة المغربية تدرك الآثار السلبية لهذه الآفة. ويظهر ذلك في تشديد الأحكام ضد المتسولين المحترفين في المسودة الأولية لإصلاح قانون العقوبات. إذ تشير إلى أن قانون العقوبات الجديد قد زاد من العقوبات المفروضة على الأشخاص الذين يستخدمون الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات في التسول.
الكثير من الناس الذين طمأنوا أطفالهم إلى تعليم جيد من خلال التسول. هناك أشخاص آخرون أصيبوا بمرض خطير بسبب كرم المغاربة.فأصبحت ممارسة التسول مهنة.
هل التسول وفاة أو ثمرة المجتمع ؟.
رغم دور المركز الاجتماعي الذي يسهر على جمع المتسولين بواسطة وحدات المساعدة الاجتماعية، وتقديم المأوى والمسكن والملبس لهم، ورغم كل ما قامت به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خطط ومشاريع لمحاربة التسول، كإنشاء ورشات للنجارة والحدادة والخياطة والحلاقة وتسويق منتجاتهم لمساعدتهم على الاندماج في سوق الشغل والتخلص من مد اليد.. وتخصيص مشاريع للتمويل، كالعربات الصغيرة لبيع الخضر والفواكه، وتخصيص 4 مليون درهم بالتنسيق مع 36 جمعية لهذا الغرض، إلا أن غالبية المتسولين، الذين تقبض عليهم سيارات المساعدة الاجتماعية وتأتي بهم للمركز قصد المساعدة، يرفضون المساعدة ويفرون من المركز ليكملوا عملهم كمتسولين.. لتبقى هذه الظاهرة تشكل تحديا كبيرا للمجتمع.