احتضنت مدينة كلميم ، يوم الأربعاء، لقاء تشاوريا وتواصليا حول إدراج حوض واد نون كموقع على لائحة التراث العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
ويهدف هذا اللقاء، الذي نظمته أكاديمية المملكة المغربية، بشراكة مع جهة كلميم وادنون، إلى دراسة إدراج حوض وادنون على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وأطر هذا اللقاء ، الذي حضره ممثلو عدد من القطاعات المعنية، وفاعلين جمعويين، وكذا منتخبين ، خبيران في مجال التراث يمثلان أكاديمية المملكة المغربية، ويتعلق الأمر بمصطفى ناعمي ، أستاذ باحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وأحمد سكونتي، باحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، خبير لدى اليونسكو في ميدان التراث الثقافي.
وأكد السيد ناعمي ، في تصريح ، أن هذا اللقاء يندرج في إطار عملية إدراج مواقع حوض وادنون ضمن منظومة التراث العالمي لليونيسكو، مضيفا أن هذا المشروع يهدف إلى إعطاء نقلة نوعية لمفهوم التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة.
وأشار إلى أن هذا اللقاء يأتي كمرحلة أولى ضمن سلسلة من اللقاءات المبرمجة تتضمن تنظيم ورشات تحسيسية وزيارات ميدانية تروم التعريف بهذا المشروع ، والعمل على خلق بنك للمعطيات، وإعداد دراسات متعددة التخصصات، وذلك في أفق الترافع على هذا المشروع لدى اليونيسكو .
وأبرز أن هذا المشروع يكتسي أهمية بالغة بالنظر لما سيكون له من مردودية على مستوى التشغيل والتنمية وخلق دينامية متعددة الأبعاد ، مشددا على ضرورة إشراك الجمعيات والتعاونيات المحلية لإنجاح هذا المشروع وذلك في إطار المقاربة التشاركية والمواطنة التي تقتضي الاندماج في مسلسل تنموي بعيد المدى بالمنطقة التي تتميز بمقومات أساسية وخصوصيات تاريخية وطبيعية .
من جهته، أكد السيد سكونتي ، في تصريح مماثل، أن هذا اللقاء يندرج في إطار إعداد دراسة الجدوى الخاصة بإعداد ملف إدراج مواقع حوض وادنون ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو، مضيفا أن هذا اللقاء هو مناسبة للتعريف بمفهوم التراث العالمي، والغاية من إدراج مواقع ثقافية أو طبيعية ضمن هذا التراث ، وكذا تسليط الضوء على مسطرة تسجيل حوض واد نون ضمن التراث العالمي، والشروط والمعايير المعتمدة ، إلى جانب كيفية إعداد خطة لتدبير هذا الحوض والمحافظة عليه بعد تصنيفه في قائمة التراث العالمي.
من جانبها، وفي كلمة بالمناسبة، أبرزت نائبة رئيسة مجلس جهة كلميم وادنون ، السيدة لالة المزليقي ، أن جهة كلميم وادنون تسعى من خلال مشروع تصنيف حوض وانون ضمن التراث العالمي لليونيسكو ، إلى المساهمة في تثمين الموروث الثقافي الغني والمتنوع للمنطقة ، ووضعه في صلب مسلسل التنمية كمؤهل ثقافي وسياحي يستمد روحه من هوية المنطقة وخصوصياتها ويربط وادنون بماضيها وتاريخها باعتبارها ملتقى الثقافات وحلقة وصل بين شمال المغرب وجنوبه.
ودعت السيدة المزليقي إلى تظافر الجهود وانخراط الجميع في الترافع من أجل تصنيف تراث وادنون ضمن التراث العالمي .
وتم خلال هذا اللقاء، تقديم عروض من طرف الخبيرين ناعمي وسكونتي.
وفي هذا السياق، تطرق السيد سكونتي الى مسطرة التسجيل ضمن لائحة التراث العالمي لليونيسكو، وشروط ومعايير التصنيف.
وبعد أن ذكر باتفاقية التراث العالمي لسنة 1972، التي صادق عليها المغرب سنة 1975، استعرض السيد سكونتي الحالة الراهنة للتراث العالمي ، وعرض نماذج لمواقع ثقافية وتراثية، مشيرا بهذا الخصوص، إلى أن عدد المواقع التراثية في العالم يبلغ 1154 موقعا، منها 897 موقعا ثقافيا ، و 218موقعا طبيعيا، و39 موقعا مزذوجا طبيعيا وتراثيا .
بدوره، قدم السيد ناعمي لمحة تاريخية عن حوض وادنون ، مبرزا قيمته الثقافية والعلمية والتجارية والاقتصادية عبر التاريخ.
وأشار إلى أن الهدف من مشروع إدراج حوض واد نون ضمن لائحة التراث العالمي هو تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية بالمنطقة، معتبرا أن التراث هو أساس التنمية المستدامة والمندمجة.