افتتحت يوم الاثنين بالرباط، أشغال مؤتمر إطلاق المنتدى الإفريقي للمستثمرين السياديين، المنظم بمبادرة من “إثمار كابيتال”، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بالرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك إلى المشاركين فيه، والتي تلاها الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية، المكلف بالميزانية، السيد فوزي لقجع.
وأكد جلالة الملك، في رسالته السامية، أن القارة الإفريقية في حاجة إلى صناعة استثمارية إفريقية حقيقية قادرة على ضمان التعبئة الكافية والمستدامة لرؤوس الأموال وتحقيق الاندماج الفعلي في الأسواق المالية.
وأبرز جلالته أن الصناديق الاستثمارية السيادية والاستراتيجية تشكل أدوات فعالة لرصد الفرص، وتساهم في زيادة تدفق رؤوس الأموال نحو القطاعات المنتجة للقيمة الاقتصادية وذات الأثر الاجتماعي الكبير.
كما أكد جلالة الملك على أنه “لا بد من الإقرار بأن فرص الولوج إلى رؤوس الأموال ما زالت دون المستوى المأمول، في ظل هيمنة تمويلات وكالات وبنوك التنمية، وذلك على الرغم من الجهود المبذولة في القارة الإفريقية على مستوى الإصلاحات المعتمدة في العديد من بلدانها”، مشيرا جلالته إلى أنه آن الأوان كي تقول إفريقيا كلمتها وتأخذ زمام مصيرها بيدها، وتتبوأ المكانة اللائقة بها.
ويعرف هذا المؤتمر، الذي حضر افتتاح أشغاله، على الخصوص، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي، مشاركة حوالي عشرة صناديق سيادية في إفريقيا، من بينها “إثمار كابيتال”، من أجل إنشاء “منتدى المستثمرين السياديين في إفريقيا” (ASIF)، بغية تعبئة أعضائه لمعالجة التحديات التي تواجهها الاقتصادات الإفريقية في مجال التمويل وتعبئة الاستثمارات.
وبهذه المناسبة، يتم تنظيم مؤتمر رفيع المستوى بحضور قادة وكبار مسؤولي صناديق سيادية، وكذا ممثلين عن الدول والقطاع الخاص من مختلف البلدان في إفريقيا وغيرها، حول موضوع “اغتنام فرص إفريقيا: المرونة والتعاون في عالم متغير”.
ويعرف المؤتمر أيضا مشاركة ممثلين عن مؤسسات دولية وقارية وشركاء في مجال التنمية ومشاركين رفيعي المستوى في مجالات الاستثمار والاقتصاد والتنمية المستدامة في إفريقيا. يشار إلى أنه تم تأسيس “إثمار” سنة 2011 كصندوق استثماري استراتيجي يهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية في المغرب. ويعمل هذا الصندوق على تعزيز الاستثمارات في جميع القطاعات الاستراتيجية الوطنية من خلال تطوير مشاريع مهيكلة.
ويعمل “إثمار” عبر تعبئة الاستثمار الخاص لفائدة الأولويات الاقتصادية الوطنية، كطرف ثالث موثوق به، ويتبنى مبادئ الاستثمار طويل الأجل.
ويلتزم “إثمار”، بصفته صندوقا سياديا، بمبادئ سانتياغو التي يدعمها المنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية (IFSWF) والذي يشارك فيه كعضو نشيط منذ سنة 2015، ويتولى حاليا رئاسة مجلس إدارته.