كلما ذكر الملتقى ذكر اسم ” عزيز اللبار” أحد هامات الظل التي أعطت بسخاء بعيدا عن لغة المنصات والخطابة

 كلما ذكر اسم فاس، ذكر اسم أحد علاماتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ابن مدينة فاس الذي يعشق المدينة ويجعل تنميتها من أولويات اهتماماته، وتننمية الإنسان هاجسه الأسمى، وامتصاص أزماتها الاجتماعية هدفه المرسوم.

 

إنه “عزيز اللبار” ابن المدينة، والذي تربى في سماء عشقها والهوس بتاريخها العريق فكان سفيرها فوق العادة عن طريق ترويجها سياحيا وجعلها في متناول العالم، والهدف تحقيق التنمية المجالية والاقتصادية والاجتماعية وامتصاص الفقر الذي أضحى يسكن أحياءها وأزقتها، فكان بحق عنوانا بارزا لرجل المرحلة، في نقل رايتها وجعلها هاجسه الأول والأكبر، دخل المعترك السياسي من بوابة العشق والبناء والتنمية الشاملة والرغبة في المساهمة في بناء الوطن.

 

كل ذلك وسمه من انتماءه لأسرة فاسية عريقة حافظت دوما على أصالتها وحبها للأرض ولناس فاس، ومساهمتها من خلال المشاريع الاقتصادية في التخفيف من الآلام الاقتصادية والاجتماعية ولو باليسير على لعن الظلام والجثوم أمام الأطلال للتباكي على الوضع ونذب واقع الحال، أو نهب خيراتها لأهداف نفعية محضة.

 

الأكيد أن المسار السياسي ل “عزيز اللبار” اعتبر البوابة والمدخل للمساهمة في قطع الطريق على كل المعطلة والمعرقلة للتنمية والتنمية المستدامة ليس في فاس الجنوبية، بل في عموم فاس والجهة والوطن مترافعا عن كل القضايا التي تهم الوطن والمواطنين، ومحاربة النهب والسرقة الفساد الذي يعرقل التنمية، وكما قال “ما يقع في فاس غريب” وما وسمت به فاس لا علاقة لها به، “الاسم المشين لا يطبق على فاس”، وفاس القلعة لها من الإمكانات لتكون الأولى في المغرب، لكن المعطلة السياسية التي تعاقبت على إدارة المدينة أنتجت الأزمات والويلات الاجتماعية وكرست الفقر لتستغله سوطا لضرب التنمية وخلق الترويع كلغة مجالية بدل الاهتمام بالتنمية وقوة الإنسان الحاضرة فيها، لأن المشكل الأساسي في فاس هو اقتصادي اجتماعي بالدرجة الأولى.

 

هاته الحقائق لا نقدمها من باب المديح ولكن كحقائق عشناها مع هاته الهامة، فما أن عرضنا عليه في تنظيم للملتقى الوطني للصحافة والإعلام والمجتمع المدني في الترافع عن القضايا الوطنية وجدناه في الخط الأمامي للدفاع عن القضية عبر توفير الإمكانات اللوجستيكية لإنجاح الملتقى وتسخير فنادقه لزوار الملتقى الوطني ملغيا عقلية الربح التي تبقى حاضرة في عقلية رجال الأعمال ليلبس جلباب الوطني الغيور على المدينة والوطن والمخلص للانتماء وللعرش العلوي المجيد والجالس عليه جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، فساهم بذلك في تعزيز كل شروط ومقومات النجاح الباهر الذي سجله الملتقى والصور الرائعة للتلاحم بين القمة والقاعدة التي جسدها.

 

فتحية لكل أبناء الوطن الصادقين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا، وتحية كبيرة لجنود الصمت حضورا في المنصة، المزمهر حضورا وطنيا دفاعا عن الوطن والعرش والقضية والهوية التاريخية التي يشهد عليها جامع القرويين وفاطمة الفهرية وكل الرموز الوطنية التي وسمت تاريخ فاس والمغرب الجميل. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.