إعداد :عبد الواحد بلقصري
باحث قي مركز الدكتوراه مختبر بيئة.تراب.تنمية بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل
يورغن هابرماس من أهم منظري مدرسة فرانكفورتالنقدية وأكثرهم شهرة وأغزرهم انتاجا ،فقد بلغ مجموع مؤلفاته 50كتابا تدور حول مواضيع شتى في الفلسفة السياسية والعلوم الاجتماعية ،وتكمن أهمية مشروع*1* هابرماس إلى ارتباط مشروعه الفكري بالواقع ،فقد كانت جل مواقفه المبدئية ملتزمة بهموم الواقع والدولة الألمانية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ،وقد أكد هابرماس قائلا أنتسب الى جيل المثقفين الألمان الذين كبروا خلال المرحلة النازية ،وعاشوافي إطار ألمانيا الفيدرالية وأصبحوا أساتذة يتمردون ويثورون ،وقد استطاعت فلسفة هابرماس التأسيس لأخلاق تواصلية تقوم على أساس الاعتراف بالاخر والتحاور دون ادعاء أي الطرفين بامتلاك الحقيقة ،وارتبطت إنتاجات هابرماس بإشكالية مركزية حول الحداثة وعلاقة الذات بالاخر ،كل هذا جعل مشروعه تنويريا وتحرريا ومناهضا للجيل الأول من مدرسة فرانكفورت *2*وسوف نحاول في هاته المقالة تبيات أهم المحطات الاساسية من حياته من جهة ومن جهة أخرى أبراز أهم ملامح مشروعه التنويري .*3*
حياة هابرماس :
ولد يورغن هابرماس عام 1929 وهي مدينة صغيرة تقع قرب كولون الواقعة غرب ألمانيا ،وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية لم يكن هابرماس لم يكن هابرماس قد تجاوز سن العاشرة وفي عام 1944جند في معسكرات “شباب هتلر”تركت هاته الأحداث أثرا كبيرا في تكوين هابرماس الفكريث واهتماماته السياسية والاجتماعية وهو ما أقر به في أحد لقاءاته قائلا “لقد اثرت أحداث الحرب العالمية بشكل خفي “بدئت اهتماماته بالقضايا الفكرية بعد الحرب العالمية الثانية ،وقد كان معجبا بشخصىة الفيلسوف الوجودي جون بول سارتر*4* الذي ذاع صيته في أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية ،بعد إنهائه للدراسات العليا عام 1955 عمل هابرماس صحفيا لمدة عام واحد وفي تلك الفترة اقترح عليه أصدقائه أن يلتقي أحد أهم رموز فرانكفورت وهو الفيلسوف تيودور أدورنو وكان ادورنو قد قرأنصا لهابرماس حول جدلية العقلنة وقد عينه استاذا مساعدا له سنة 1956،وقد قال هابرماس عن أدورنو “أن أدورنو هو العبقرية التي لم يسبق لي التعرف على مثيل له ،ورث هابرماس عن مدرسة فرانكفورت النقدية تقاليدها في نقد الحداثة التي كشفت عن الجوانب المدمرة للعقلانية واليات السيطرة والضبط التي قدمتها المعلرفة التقنية للسلطة ،في عام 1971سلم هابرماس منصب مدير مركز ماكس بلانك وعمل فيه حتى سنة 1983 ،بعد ذلك عاد إلى عمله في فرانكفورت كمدير لمعهد البحث الاجتماعي واستمر فيه حتى تقديمه استقالته سنة 1993 ،في مسيرته الفكرية نال هابرماس العديد من الجوائز النقدية لمساهماته الفكرية التي تجاوزت الخمسين كتابا نجد من أهم مؤلفاته :
– جدل العلمانية سنة 1980
– الوعي الاخلاقي والفعل التواصلي سنة 1983 .
– Jurgen habermas:théorie de l’ agir commmucationnel anne 1987
– Jurgen habermas: morale et communication année199
Jurgen habermas: logoque des siences sociales année 1991-
– العقلانية والدين سنة 1998
وقد فاز بالعديد من الجوائز نجد من أهمها :
– جائزة السلام في جمعية الناشرين
– جائزة تيودور ادورنو سنة 1980
– جائزة دبليو كلوج في واشطن سنة 2015وتعد من أرفع تكريم يناله الفيلسوف في حياته حيث تبلغ قيمتها 1.5 مليون دولار امريكي
نظرية الفعل التواصلي عند هابرماس
لقد أسس هابرماس نظرية الفعل التواصلي على نتائج نظرية أفعال الكلام والالسنة والتداول واعطاها تفسيرا اجتماعية وسياسية وقانونية ونقطة الانطلاق في تناوله مجال التواصل هي الفضاء العام وكيفية تشكل الرأي العام حيث اعتبر أن الفضاء العام كان مجالا وميدانا للتعبير عن الرأي الفكري والنقدي تم جاء ت وسائل الاعلام لتحتله وتشوهه وتسيطر على مضمونه وتجعله دعامة للإيديولوجيا مصالح وأكد هابرماس على أن تأسيس الفعل التواصلي اصبح ضرورة ملحة لأنها تسمح بالشروع في تفكير عقلي ونقدي ومستقل لقضايا عصرنا وهو أمر يأتي مع تحول العلم والإيديولوجيا الى داوات للهيمنة .*5*
والتواصل في نظر هابرماس لايهدف فقط إلى نقل الأخبار بل إلى الثأثير والايهام والاغراء حيث اعتبر أن العملية التواصلية تتصف بخاصية التعقيد وتستلزم السؤال والدراسة وحتى البحث ،حيث أن ما أطلق عليه بالتواصل الديمقراطي يجب أن يكون وفق مبادئ مؤسسة ومبنية على التوافق والاندماج والاستقلالية والمساواة والاستقرار بين مكونات الجماعة ،حيث أن فلسفة التواصل النقدي دورها هو نقد الديمقراطية التمثيلية ومحاولة تحرير مجال الاتصال الانساني من قبضة العقل الاداتي والتنبؤ والاغتراب .*6*
إننا في زمننا المعلوم الذي أصبحت فيه المجتمع فردي وذرري وليس جماعاتي بالرغم من التطور التقني الذي هم وسائل التواصل أفي حاجة ماسة الى نظرية الفغل التواصلي لهابرماس لكونها يمكننا أن تساعدنا على حل مشاكلنا الاجتماعية المعقدة التي نعيشها .
الهوامش :
1- انـــــــــظر عمر كوس ورقة حول التواصل وفلسفة الفعل التواصلي
2- نفسه ص 5
3- انظر يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت “النظرية التواصلية “حسن مصدق المركز الثقافي العربي -بيروت -الدار البيضاء 2002
4- انظر يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت -المكتبة العربية – 15 غشت 2005
5- انظر يورغن هابرماس “الأعمال الكاملة ”
6- انظر جلول مقورة -جامعة المسلة قسم الفلسفة الفعل التواصلي عند هابرماس نظرية وتطبيق .