قلم د. مبارك أجروض
تساعد الفيتامينات والمكملات الغذائية التي نتناولها في دعم صحة الجسم وتعويض النقص الغذائي لبعض العناصر الهامة والضرورية، ولكن يكون هذا في حالة تناولها بالشكل الصحيح، فأهمية الفيتامينات لصحة الجسم لا شك فيها، ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أبرز الأمثلة على أخطاء صحية في تناول هذه الفيتامينات. وذلك نظرا لأن العديد من الناس يتناولون الفيتامينات بشكل دوري سواء كان ذلك من أجل الصحة العام أو من أجل غرض محدد.. ولكن تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية بدون دراية تامة عن تأثيرها الذي قد يحمل تأثيرا سلبيا يضر ويهدد بالصحة.
فلقد أثبتت البحوث الأخيرة أن المصابين بسرطان البروستاتا ويتناولون الكالسيوم او الفيتامين D من اجل عظام أقوي يجعلهم ذلك عرضة لخطر اكبر، لذلك اذا كنت تعاني من اي مرض معين يجب استشارة الطبيب قبل الإقبال على تناول المكملات والفيتامينات فبعض الأمراض تثار بالفيتامينات التي تأخذها.
* تناول الفيتامينات من دون استشارة طبية
ما لم يوصي الطبيب بها أو تكون هناك ضرورة ملحة فلا يجب أن تتناول الفيتامينات بشكل عشوائي أو أن تجمع بين أكثر من فيتامين، حيث أن الجرعات الزائدة من بعض العناصر يمكن أن تؤثر سلبًا على الجسم. كما أن كل جسم مختلف عن الاخر، فالفيتامين الذي يتناوله أحد الأشخاص قد لا يكون مناسبًا لك، ولذلك يفضل استشارة الطبيب ليخبرك بالفيتامين اللازم لجسمك.
أيضًا تختلف الجرعات التي يحتاجها كل جسم عن غيره، ولذا يجب أن يخبر الطبيب بالجرعة التي يتطلبها الجسم، فعلى سبيل المثال قد يعاني المرء من تقلصات الساق ليلًا وهذا قد يعني أنه يعاني من نقص المغنسيوم في الجسم، وهذا يعني أنه لن يحتاج سوى تناول مكمل غذائي لعنصر المغنسيوم وليس عنصر اخر، كما أن الكمية التي يحتاجها جسمه ستحدد الجرعات الواجب أخذها من هذا المكمل الغذائي. إذ يمكن الحصول على الفوائد المختلفة من خلال الفيتامينات الطبيعية الموجودة في الفواكه والخضروات بدلًا من تناول الكبسولات التي لم يتم التأكد من احتياج الجسم لها، وهذه من أبرز الأمثلة على أخطاء صحية في تناول الفيتامينات التي يجب الحذر منها.
* الكلسيوم وسرطان البروستاتا
يتعاطى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا علاجا بالهرمونات لإيقاف إنتاج هرمون التستوستيرون مما يؤدي لهشاشة العظام لان التستوستيرون مسؤول عن كثافة العظام عند الرجل، ولذلك يحتاج إلى الكالسيوم ولكن اثبتت الدراسات والابحاث الحديثة أنه عند تناول أكثر من 500-1000 مليجرام كالسيوم يفقد الرجل كثافه العظام المعدنية.. فالنسب العالية من الكالسيوم تقلل من كفاءته نسبة الفيتامين D المسؤول عن امتصاص الكالسيوم ولذلك ينصح في فترة العلاج أن يبقى الرجل في مرحلة نشاط للحفاظ على كثافة العظم وبعد انتهاء مرحلة العلاج ترجع كثافة العظم تدريجيا.
* الفيتامين A وداء الصدفية
تعالي 1.5 مليون حالة مصابة بالصدفية بدواء rétinoïde سواء في صورة اقراص او دهان فتساعد في تنظيم نمو خلايا الجلد، وبما ان rétinoïde احد مشتقات الفيتامين A فإن تناول نسبة أكبر من الفيتامين A قد يؤدي إلى تسمم الجسم وذلك يرجع لان الفيتامين A يذوب في الدهون مما يعني أنه يبقي في الجسم مخزن في الكبد..
وزيادة نسبته قد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الملتحمة، الثعلبة ومشاكل جلدية اخرى.
* الفيتامين E والبوتاسيوم ومشاكل القلب
اذا كنت تعاني من مشاكل القلب تجنب الجرعات الزائدة من الفيتامين E لأنه يزيد من مشاكل القلب وأثبتت الدراسات ان تناول جرعة زائدة من الفيتامين E مرتبطة ب 13% من حالات قصور القلب و21% من الحالات الحرجة المصابة بفشل القلب.. وذلك لأنه يؤثر على تخثر الدم.
اما البوتاسيوم المسؤول عن تنظيم ضربات القلب فالجرعات الزائدة تؤدي إلى الإصابة بخفقان القلب وعدم انتظام ضرباته.
* الفيتامين B3 والسكري
ويدخل في عملية الايض الغذائي ليساعد على إنتاج الطاقة من الطعام ولكن الجرعات الزائدة منه تعمل علي رفع مستوي الجلوكوز في السكر حتى لو قللت نسبة السكريات التي تتناولها والذي يعني ارتفاع نسبة السكر في الدم.
* الفيتامين A والفسفور وهشاشة العظام
من المعروف أن الكالسيوم والفسفور من العناصر الهامة لصحة العظام ولكن تناول جرعات عالية من الفسفور “أعلى من 1000 ملي جرام” يعمل على التخلص من نسبة الكالسيوم في العظم ومن ثم تفاقم هشاشة العظام ويوصي بضرورة عدم تناول أكثر من 250 ملي جرام كحد أقصى يوميا.
ولقد اثبتت الدراسات والابحاث ان تناول جرعات عالية من الفيتامين A يقلل من كثافة العظام وبالتالي يجعل العظم عرضة أكثر للكسر.
* الكالسيوم وأمراض الكلى
غالبا ما ترافق أمراض الكليتين ارتفاع ضغط الدم والسكر وتناول الكالسيوم بجرعة أكبر من 700 ملي جرام يوميه يساعد علي تكوين رواسب معدنية في الكلى مما يزيد حالتها سوء لعدم قدرة الكلية على فلترة ما نتناوله.
* الفيتامين A وقرحه المعدة
قد يساعد الفيتامين A على علاج جروح المعدة ولكن تناول جرعات كبيرة منه قد يؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة مسببا الصداع المزمن والإحساس بالقيء واضطرابات وتشوش الرؤية.