بقلم د. مبارك أجروض
عادة ما يقابل العد الوردي العيني rosacée oculaire احمرار وتمزق وحرقان في العين يمكن أن يحدث نتيجة لعد الوردي في الجلد، وهو مرض جلدي يتميز باحمرار الوجه وخاصة الخدين. تحدث هذه الحالة لدى حوالي 50% من مرضى الوردية، ومن المهم أن يتم التشخيص والعلاج بسرعة لتجنب المضاعفات. وعلى الرغم من ظهور الأعراض بسبب الوردية، فمن الضروري تقييم الأعراض معًا، حيث يمكن أن يؤدي ذلك وحده إلى استنتاجات تشخيصية أخرى. وهذا ما يفسر سبب ضعف التعرف على العد الوردي العيني وتشخيصه وعلاجه.
ويعتبر العد الوردي العيني حالة التهاب في العين تصيب غالبًا أولئك الذين يعانون من وردية الجلد. وتسبب هذه الحالة احمرار العين مع حكة وتهيج. وهو حالة شائعة، وهناك الكثير من الأبحاث حول هذا الموضوع، ولكن لم يتم العثور على علاج حتى الآن. والأشخاص المصابون بالوردية العينية لديهم مخاطر أكبر للإصابة بالحساسية للضوء وبالعدوى وبفقدان البصر.
وعادة تبدأ أعراض الإصابة بالوردية الجلدية قبل العينية، أو قد تتزامن كلا الحالتين معا، أو تظهر أعراض العين قبل ظهور الأعراض الجلدية. وتكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالوردية الجلدية، لكن الوردية العينية تظهر بالتساوي لدى كل من الرجال والنساء المصابين بالوردية. والفئة العمرية التي تتأثر بالإصابة هي الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و60 عامًا.
* علامات الإصابة بالعد الوردي العيني
وتتمثل في جفاف العين، الشعور بوخز أو حرقة في العين، حكة في العين، الشعور بوجود حبيبات رملية أو جسم غريب في إحدى العينين أو كلتيهما، عدم وضوح الرؤية، الحساسية للضوء، الاحمرار، اتساع أوعية دموية صغيرة في الجزء الأبيض من العين بشكل ملحوظ، احمرار الجفون وتورمها، دمامل العين والتدميع.
* سبب الإصابة بالعد الوردي العيني
لا يزال سبب الإصابة بالعد الوردي العيني غير معلوم، شأنه في ذلك شأن العد الوردي الجلدي، ولكنه قد يرجع إلى مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية. وهناك عدد من العوامل التي قد تؤدي إلى تفاقم العد الوردي، وبالتالي، ينجم عنها تفاقم العد الوردي العيني أيضًا.
وتتضمن بعض هذه العوامل تناول الأطعمة أو المشروبات الساخنة، تناول الأطعمة الحريفة، شرب الكحوليات، الوجود في أجواء شديدة البرودة أو الحرارة، التعرّض لضوء الشمس، التعرّض للضغط النفسي أو الغضب أو الارتباك، ممارسة التمارين الرياضية الشاقة، الاستحمام بمياه ساخنة أو في أحواض المياه الساخنة أو غرف البخار أو حمامات الساونا وتناول الأدوية الموسعة للأوعية الدموية، بما في ذلك بعض أدوية ضغط الدم.
* الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالعد الوردي العيني
قد يُصاب أي شخص يعاني من العد الوردي الجلدي بالعد الوردي العيني. على الرغم من أن العد الوردي في الجلد يشيع حدوثه لدى النساء أكثر من الرجال، فإن العد الوردي العيني يُصيب الرجال والنساء على حد سواء. وليست هناك وسيلة لمعرفة أي شخص من بين المصابين بالعد الوردي في الجلد سيعاني من الأعراض في العين. ومع ذلك، فقد يعد ظهور دمامل العين – وهي نتوءات حمراء مؤلمة قريبة من حافة العين – علامةً مبكرة على العد الوردي العيني.
وقد تكون أكثر عرضةً للإصابة بالعد الوردي في الجلد إذا كان الشخص من أصحاب البشرة الفاتحة أو الشقراء، من الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عامًا، وخصوصًا النساء في سنّ اليأس، مصاباً بالعد الجلدي الذي يميل إلى الاحمرار أو التورّد الشديد وممن لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالعد الوردي.
* مضاعفات العد الوردي العيني
إذا تُرك العد الوردي العيني من دون علاج، فإنه قد يؤثر على سطح العين (القرنية)، وخاصةً في حالة جفاف العين الناجم عن نقص الدموع. ويمكن أن يُسبب العد الوردي التهاب جفون العين، الذي بدوره يسبب نمو الرموش للداخل، وهذا النمو غير الطبيعي يهيج ويخدش القرنية. وقد تؤدي هذه الحالات المرضية إلى فقد البصر في نهاية الأمر.
* تشخيص العد الوردي العيني
لا توجد اختبارات أو إجراءات معيّنة لتشخيص العد الوردي العيني. وسيقوم الطبيب على الأرجح بإجراء التشخيص من خلال استعراض العلامات والأعراض التي تعاني منها، ومعرفة تاريخك المرضي وفحص العينين والجفون.
* علاج العد الوردي العيني
ويهدف علاج العد الوردي العيني إلى السيطرة على الحالة المرضية، ولكن لا يوجد علاج شاف معيّن. (ويبقى للطبيب المتتبع للحالة وصف الدواء المناسب لعلاج العد الوردي العيني..).
كما يمكن في حالات نادرة، أن يقدم نصائح من شأنها لتخفيف الالتهاب. وقد تساعد الدموع الصناعية في مكافحة جفاف العين، ولكن مستحضرات الدموع المخصصة لتخفيف الاحمرار يمكن أن تزيد الاحمرار سوءًا، وخاصةً عند التوقف عن وضع القطرات بعد استخدامها فترات طويلة، وقد تساعد النصائح التالية في تخفيف الأعراض:
ـ استخدام الدموع الصناعية لتخفيف الجفاف.
ـ حافظ على نظافة الجفون عن طريق غسلها يوميًا برفق بالماء الدافئ أو منتج آخر يُوصي الطبيب به.
ـ تجنّب ارتداء العدسات اللاصقة.
ـ التزم باتباع خطة العلاج. حتى وإن زال العد الوردي العيني تمامًا، فمن المحتمل أن يعود في العين مرةً أخرى. لهذا، استمر في تناول الأدوية الموصوفة من الطبيب واحرص على تنظيف جفون عينيك يوميًا.
ـ تجنّب العوامل التي تُسبب العد الوردي إن أمكن. تعرَّف على المحفزات، إن وجدت، التي تؤدي إلى تفاقم العد الوردي العيني، واتخذ الخطوات اللازمة للوقاية منها أو تجنبها. يمكن أن يؤدي التعرّض لدرجات الحرارة الشديدة والتعرّض للشمس والأطعمة الحريفة والكحول والضغط النفسي إلى حدوث العد الوردي العيني.