لا تزال عمودية فاس تسيل لعاب الحرس القديم الذي حطم أركان المدينة ، و أوصلها إلى ما هي عليه الآن من انتكاسات على المستوى العام ، بل أن هذا الحرس لا يتوانى في التحرك يمينا و شمالا من أجل إحياء الميت ، في حلم خلق أغلبية مخدومة تمكنه من الوصول إلى العمودية ، عبر إحداث اختراق في جدار التحالف القائم بين كل من أحزاب “التجمع الوطني للأحرار” و “الاستقلال” و “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” و “الأصالة و المعاصرة” على صعيد الدائرة الانتخابية لفاس .
و في هذا الصدد, لم تتوقف جهود “الشاباطية” في ملاحقة أركان و عناصر التحالف الرباعي من أجل تكسير وحدته ، و التمكن من القفز على الطريدة ، مستغلا في ذلك كل الأشكال اللامشروعة للوصول لتحقيق أحلام الحرس القديم و التي من أجلها غير حتى اللون السياسي من “الميزان” إلى “الزيتونة” .
أوساط مواكبة للمعركة التي يقودها الحرس القديم تحدثت عن اختراقات تمكن “حميد شباط” و أنصاره من تحقيقها في مضمار الصراع للفوز بالعمودية ، و أنها طالت بعض ضعاف النفوس أمام قوى إدارة سيطرة الحرس القديم ، و ضمنهم “الراضي السلاوني” ، حيث تحدثت مصادر إعلامية عن زيارة قام بها “شباط” لمنزل هذا الأخير في وقت متأخر من الليل ، من أجل التأثير عليه و جره إلى مستنقع الحرس القديم في مواجهة مرشح الأغلبية عن “التجمع الوطني للأحرار” ، عبد السلام البقالي .
و قد حاول “شباط” اللعب على تناقضات الصراع القائم داخل حزب “الحمامة” من أجل الظفر بعمودية فاس ، خاصة بعد أن تم الاتفاق على إسناد هاته المهمة لعبد السلام البقالي ، و هو الأمر الذي لم يرق للراضي السلاوني ، و محاولة “شباط” الركوب على هاته الخلافات للوصول لتحقيق أحلامه التي ضحى من أجلها بحزبه القديم و عانق “الزيتونة” علها تمكنه من الارتباط التاريخي بجذور الهجرة و الاستقرار .
و لم تقف خرجات “شباط” الليلية عند حدود “الراضي” بل شملت أعضاء من حزب “الكتاب” و “السنبلة” و “الوردة” و حتى “الميزان” .
“شباط” الذي كثف من خرجاته الليلية أمام قرب ساعة الحسم الانتخابي للظفر بعمودية فاس ، حرك كل أدواته و خدامه من الحرس القديم لحسم المعركة مهما كلفه الأمر من ثمن ، و التي تعززها اتصالات هاتفية من كل الاتجاهات لتفكيك قلعة “الأحرار” التي ما زالت لحدود الساعة متماسكة ، و صعب على “شباط” ، لحدود الساعة ، إحداث خرق هام بها ، و تحول الهجوم الكاسح لتكسير التحالفات القائمة ، و التي لن تعط أكلها ارتباطا بصك التحالف المركزي القائم بين الأحزاب الأربع المكونة لهذا التحالف ، و الذي ترشح آخر المعطيات الواردة أن عمودية فاس لن تخرج عن هذا التحالف ، على الرغم من الشطحات “الشاباطية” الليلية .