د. مبارك أجروض
أعلنت أمريكا قبل ساعات تسجيل أول حالة إصابة بشرية بـ“الفيروس القردي ”Virus du singe B (VB) أو جدري القرود، وذلك في ولاية تكساس، لمواطن دخل المستشفى أمس وتم عزله فيها، وذلك بعد رحلتين له، أحدهم من لاجوس في نيجيريا إلى أتلاتنا، ثم من أتلاتنا إلى تكساس، حيث يتم حاليا تتبع المخالطين له، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها “CDC”.
وظهر الحديث عن الفيروس القردي النادر في منتصف ماي الماضي، حينما تحدث عنه وزير الصحة البريطاني السابق، مات هانكوك، حين تمت تسجيل حالات في بلاده، لتعلن لاحقا الصين أول وفاة بشرية به، لطبيب بيطري، كان يحاول تشريح بعض قردة المكاك، في مارس الماضي، ليلجأ للعلاج في عدة مستشفيات، حتى وفاته في 27 ماي 2021، بحسب لصحيفة “Global Times”.
وخلال الساعات الماضية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبر تسجيل الصين للمرة الأولى منذ اكتشافه أول حالة وفاة بشرية بـ“الفيروس القردي ”Virus du singe B (VB)، لطبيب بيطري يقيم في بكين، فما هو هذا المرض ؟ ومن أين يأتي.
بداية وبحسب المعلومات، فإن الأعراض التي ظهرت على الطبيب البالغ من العمر53 عاماً، والذي يعمل في مؤسسة أبحاث عن الحيوانات، كانت أعراض مبكرة من الغثيان والقيء، وبعد التدقيق تبين أن هذه الأعراض ظهرت بعد شهر من تشريح اثنين من القرود الميتة في أوائل مارس الماضي.
ثم تلقى الطبيب العلاج في مستشفيات عدة بعد التأكد من إصابته، إلا أنه توفي لاحقاً في نهاية 27 ماي، وفق ما نقل موقع “Global Times” يوم الأحد 18 يوليوز.
وأوضح الموقع أنه لم تكن هناك إصابات قاتلة بهذا الفيروس أو حتى واضحة سريرياً في الصين من قبل، وبالتالي فإن حالة الطبيب البيطري تمثل أول حالة إصابة بشرية.
* ينتقل الفيروس القردي بالإفرازات والاتصال المباشر
وبعد الجدل عقب إعلان الوفاة، كشفت المعلومات عن أن الباحثين قاموا بجمع السائل النخاعي للطبيب البيطري في أبريل/نيسان وحددوا إصابته.
فذكرت الدراسات بعدها بأن الفيروس، الذي تم اكتشافه في عام 1932، هو فيروس “هربس ألفا”(alphaherpèsvirus) ويوجد في قرود المكاك من جنس المكاكا.
كما يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال المباشر وتبادل الإفرازات الجسدية، ويبلغ معدل الوفيات بين 70 إلى 80%.
* أعراض الفيروس القردي
ومن أعراض الإصابة، الحمى والصداع والقيء وعدم الراحة (توعك) وتيبس الرقبة والظهر. وقد تترافق هذه الأعراض مع خلل في الجهاز العصبي العضلي، ويرافق ذلك صعوبات في التنفس، ومشاكل في الرؤية، بالإضافة إلى تشوهات في الأعصاب القحفية nerfs crâniens.
بالإضافة إلى ذلك، أعلن المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن الصين كثّفت بعد الحادث، مراقبة قرود المكاك المختبرية والموظفين العاملين مع القرود.
وأعلنت السلطات أيضاً أنه تم إجراء اختبارات لجميع أفراد عائلة الطبيب الراحل للكشف عما إذا كانوا قد تلقوا العدوى منه، إلا أن نتائجهم جميعاً جاءت سلبية.