تحت العنوان أعلاه، كتب ألكسندر براتيرسكي، في “غازيتا رو”، حول الضربة الأمريكية لإيران بإدراج “حرس الثورة” إلى قائمة المنظمات الإرهابية.
وجاء في المقال: منذ اليوم، الـ 16 من أبريل، تعد الولايات المتحدة، رسمياً، “الحرس الثوري الإسلامي” منظمة إرهابية. وهذا يعني في الجوهر أن واشنطن قد تبدأ في ملاحقة الأفراد المرتبطين بهذه المنظمة، وتجميد أصولها المالية، إن وجدت، في الولايات المتحدة. هذه الخطوة غير مسبوقة: فالولايات المتحدة لأول مرة تعلن هيكلا حكوميا رسميا منظمة إرهابية.
ومن المفارقات أن “الحرس” قبل عامين من الآن بدأ في إثارة استياء السلطات في طهران، لكن قرار دونالد ترامب الأخير لا يمكن إلا أن يعزز موقفهم في إيران.
لقد كتب المتخصص في شؤون إيران، نيكولاي كوجانوف، على موقع مركز كارنيغي الموسكوفي العام الماضي: “أنصار روحاني، يحاولون بنشاط تقويض موقع المؤسسات الدينية وحرس الثورة الإسلامية في الحياة الاقتصادية والسياسية لإيران”.
إلا أن الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد الحرس الثوري الإيراني تقيد أيدي الإصلاحيين الإيرانيين. ففي الظروف الحالية، من شأن أي إجراءات ضد “الحراس” أن تبدو مساعدة للعدو. وكما قال الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي فإن الإجراءات الأمريكية ستزيد فقط من شعبية “الحرس”.
ويرى صحفيو مجلة Spectator الأمريكية المحافظة، أيضا، أن تصرفات واشنطن قد تؤدي إلى صراع جديد في الشرق الأوسط، كان ترامب وعد بتجنبه خلال حملته الانتخابية العام 2016.
ترامب يخشى الحرب، لكن أفعاله، التي يدعمها مستشاره للأمن القومي جون بولتون، ووزير خارجيته مايك بومبو، تدفع واشنطن نحو صراع جديد.
تجدر الإشارة إلى أن واشنطن، من خلال وقوفها ضد “الحرس”، تدعم بنشاط المجموعة الإيرانية الراديكالية “مجاهدي الشعب” (مجاهدي خلق)، التي تصارع الحكومة الإيرانية. حاليا، تتم رعاية “المجاهدين” من قبل مستشار ترامب للأمن القومي، بولتون، الذي حضر في العام 2017 مؤتمر المنظمة في باريس. هناك وصفها بأنها “معارضة جديرة بمواجهة حكم آيات الله”.