تجري بالمحكمة الزجرية عين السبع بالبيضاء محاكمة أربعة “هاكرز” يتحدرون من برشيد وابن أحمد، متابعين بتهم النصب والابتزاز والولوج عن طريق الاحتيال إلى النظم المعلوماتية، جرى إيقافهم قبل أسبوع من قبل عناصر الخلية السيبرانية التابعة للشرطة القضائية لولاية أمن البيضاء.
المتهمين الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و27 سنة، وزعوا الأدوار فيما بينهم للإيقاع بأستاذ جامعي يزاول بالبيضاء، إذ كانت البداية عبر دعوة للصداقة من قبل فتاة تنشر صورها الجميلة، ليستجيب وتبدأ دردشات بين الإثنين، انطلقت من التعريف بكل طرف ومجال اشتغاله والمنطقة التي يتحدر منها، قبل أن تنتقل إلى تبادل عبارات الإعجاب والتغزل، ثم الانغماس مباشرة في إيحاءات جنسية، سرعان ما وجد قبولا لدى الفتاة الوهمية، حتى انتقل الاثنان بعد ذلك إلى ممارسة الجنس الافتراضي، عبر الكاميرا المثبتة في جهاز كل طرف.
وتمكن الهاكرز المنتحل لصفة فتاة في “فيسبوك” من استدراج الأستاذ الجامعي للتعري وإبراز عضوه الجنسي ومداعبته وغيرها من المشاهد، التي يظهر فيها وجهه مكشوفا ويمكن التعرف عليه بسهولة، قبل أن يزيل الفيسبوكي القناع ويوقف البث، ليعلن أن كل الأوضاع الجنسية تم تسجيلها وأنها ستكون قبل مرور 24 ساعة عبارة عن أشرطة في صناديق الدردشة لزملاء الأستاذ ومعارفه المسجلين في خانة الأصدقاء في فيسبوك، وبعد ذلك قد يتم عرضها على مختلف مواقع التواصل بما فيها يوتيوب.
وأوضحت ذات المصادر أن الأستاذ استفاق متأخرا، وأدرك أنه لم يكن يتواصل مع فتاة كما اعتقد وإنما مع محتال، وأن المشاهد التي كان يراها في شاشته مشاهد مسجلة جرى بثها بتقنية توهم المتلقي أنها مباشرة، ليدخل في مسلسل الابتزاز، بذريعة دفع مبالغ مقابل عدم النشر.
وأضافت المصادر نفسها، أن الأستاذ الجامعي خضع لرغبات المبتز، وأرسل مبالغ مالية على دفعات، إذ كلما اعتقد أنه تمكن من تلبية رغبة المشكوك في أمره وأن الأشرطة ستمحى، يتلقى مشهدا آخر في صندوق الرسائل ومعه مطالب مالية جديدة، ليدخل في دوامة نفسية أزّمت وضعه وأدخلته في فرضيات قد تأتي على مستقبله المهني والأسري.
وفاتح الأستاذ زميلا له في الموضوع الذي يؤرقه، فأشار عليه بوضع شكاية في الموضوع لدى النيابة العامة بعين السبع، ففعل، ليجد نفسه أمام عناصر الشرطة القضائية الولائية، وبالضبط في مكتب الخلية السيبرانية.
وبعد سلسلة من الأبحاث تم نصب كمين، مكن من إيقاف متهم بابن أحمد. وبعد البحث اعترف أنه مجرد وسيط ليعترف بشريكه الثاني الذي يقطن في المدينة نفسها، قبل الوصول إلى شريك ثالث ببرشيد، ومنه إلى زعيم الشبكة ويقطن بدوره ببرشيد.
وتم إيقاف المتهمين الأربعة وحجز حواسيبهم ليتم التعرف على مجموعة من ضحاياهم، احتالوا عليهم بالطريقة نفسها، وبعضهم مازال يرضخ للابتزاز ويدفع مقابلا عن عدم نشر الشريط.