من المعروف أن البطاطا المقلية ورقائق الشيبس هي من بين المأكولات المضرّة ولذلك ينصح الخبراء والأطباء دائماً بالحدّ من تناولها أو الإقلاع عنها تماماً لأنها تهدّد الصحة بشكل عام.
ومن بين الإكتشافات الصادمة التي توصّل إليها العلماء حديثاً هي أن تناول الشيبس والبطاطا المقلية فقط لا غير، يمكن أن يسبب العمى وجاءت هذه الدراسة نتيجة ما حصل مع مراهق فقد نظره بسبب نظام غذائي غريب ومضرّ اقتصر فقط على هذه المأكولات دون غيرها. فما هي القصة؟
القصة وما فيها أن أحد المراهقين، وما زالت هويته مجهولة، قد اختار بعد أن أنهى المرحلة الإبتدائية في المدرسة أن يكتفي فقط بتناول البطاطا المقلية ورقائق شيبس “البرينجلز” والخبز الأبيض كل يوم، مع القليل من شرائح لحوم الخنزير والنقانق المعلّبة التي كان يتناولها من وقت إلى آخر.
وكان الصبي قد زار الطبيب عندما كان في الرابعة عشرة من عمره بسبب شعوره بالتعب والإعياء، وأبلغه الطبيب حينها أنه كان يعاني من فقر دم ونقص حاد في الفيتامين ب 12. وصف له الطبيب بعض المكمّلات وطلب منه تحسين نظامه الغذائي ولكن الصبي لم يلتزم بالتعليمات وبعد عام بدأ يعاني من مشاكل في السمع والنظر ولكن لم يتمكّن الأطباء من تحديد السبب.
ولكن الصدمة الأكبر كانت بعد مرور ثلاث سنوات، إذا تدهورت حالة الصبي لدرجة أنه أصيب بالعمى التام وهو بعمر الـ17! وهنا استطاعت بعض الدراسات أن تربط بين العمى وسوء التغذية.
فبحسب الطبيبة التي عالجته في المستشفى كان الصبي يأكل فقط البطاطا والرقائق وأحياناً يأكل قطعة من الخبز الأبيض أو لحم الخنزير من دون أي خضار أو فواكه أو حبوب أو طبخات. وبهذه الطريقة أدّت طبيعة طعامه إلى نقص حاد في تغذية الأعصاب البصرية وبالتالي أصيبت العين بخلل وظيفي.
أشار المراهق إلى أن كرهه لبعض المأكولات وعدم تقبّله لها دفعه إلى تناول البطاطس ورقائق الشيبس التي صنّفها بأنها المأكولات الوحيدة التي يستطيع تناولها. وبالطبع لم يؤثّر ذلك فقط على بصره إذ إنه أيضاً يعاني من نقص في الكثير من الفيتامنيات والمعادن المهمة للجسم مثل النحاس والسيلينيوم والفيتامين د وغيرها من العناصر الغذائية الأساسية.
كما أنه يعاني من نقص معادن في عظامه وهو أمر صادم بالنسبة إلى عمره!
تجدر الإشارة إلى أن وزن الصبي ليس زائداً وهو أيضاً ليس نحيفاً ولكنه يعاني من سوء تغذية شديد. أما في ما يخصّ بصره، فقد كان من الممكن علاجه لو تم تشخيصه مبكراً، ولكنه ترك حالته متدهورة لفترة طويلة لدرجة أن الألياف العصبية في العصب البصري قد ماتت وللأسف أصبح الضرر دائماً.