الشاعرة التطوانية المتالقة سامية دالي يوسف في شعر عن أطفال سوريا

الفنانة المبدعة  والشاعرة المغربية التطوانية سامية دالي يوسف ، دوما تتحفنا بكتابات واغاني لها طعم خاص ورسائل اجتماعية تقعشر البدن والاحساس .

إذ تُطلعنا بمواضيع حساسة في رسائل عبر رواية أو قصة أو شعر او غناء، جادت قريحتها بقصيدة أتحفتنا بها عن أطفال سوريا المشتتون عبر البلدان  تحت عنوان { دموع اليتيم } هذا نصها :

سألته…. لم كل هذه الدموع ولم عيناك تبكي بغزارة هكذا؟
قال: فقط أنا يتيم، فقط اختارتني الأحزان وعشقني العذاب
وأصبحت الجراح والأوجاع من نصيبي، وأصبح طريقي سرابا.
قلت له كف من بكاء وادع لربك الرحمان
فهو الرفيق الغفور الثواب..
قال صبرت وكفى، دعوت حتى سالت دموعي
فالصبر انتهى.،،.عندما قتلوا أمي أمامي وأنا مختبئ وراء الباب
رأيت أمي ترسو بالدموع فى عينها
غرق الحزن في أعماقها وتحول إلى اكتئاب
كل يوم غضب كل يوم احتراق وحرب
قلت لها: أمي لا تبكي أرجوك … ارجوك
دموعك تحرق قلبى ، حزنك يؤذي كياني و الفؤاذ
فأنا هنا لكي أجعلك تضحكين بكل صدر الرحاب
امى ياقرة عيني لاتحزني فأنا هنا سأكون لك البسمة
والصدر الحنون لما تنظرين لي
وعينك فيها الحزن الشديد والخراب
ودموعك منهمرة تفقدين الأمان، كأنك تعلمين أنك ستموت على يد الجبان
أمي لاتنهاري أقبل قدميك لاتنهاري فبقلبي عذاب
أنت الجبل الشامخ التي نمت عليه أجيال
أنت قلبي وأنت الحنان
قاومي كل شر من حولنا أمي ، وانسي الحرب والطغيان
لكن… لكن … كل ذلك كلام فاشل كان
قتلوا أمي أمامي وكسروا كل الجدران
كسروا قلبي صبري و تركوا أمي دماء على التراب
حاولت الدفاع عنها دون جدوى غير الكتمان
بكيت حتى احترقت من داخلي متمنيا الموت الآن
بعدما كنت أنا الصبور لأمي
أنا الشجاع وأنا الفرحان
انكبت فرحتي على حافة الألوان
تلاشى صبري على تراب أمي، وأصبحت أعمى
لا أرى الآن غير السواد والشوك على الاقحوان
فهذا هو ابتلاؤنا بدنيا لا أمان ولا إحسان
أمي أنا وراءك أنا وراءك أحمي ظهرك
من غدر الأشرار وأنتقم من كل قاتل عدوان
أمي أعشقك فأنت كل كلمة حلوة فى كتاباتي أنت الضحكة
التي أراها كل يوم أكون فيه حزنان…..
لاتحزني أعرف أنك تراني، اضحكي فالحياة مازالت
تحمل لي في جعبتها المفاجآت وترقص على حافة الألحان
سأكون رجلا، أقاوم ولن أساوم مهما قهرني الزمان
سأرسم الضحكة على مر الأيام..
فهي الباقية
أهواك أمي ولن أنساك مهما الوضع كان
فأنا أحتاج إليك، رغم البعد والهجران
فنسيمك جنة قاومت كل الأوطان
فالله لن ينسى اليتيم أتسمع يا إنسان
انغمسنا بظلم الأيام، بعدما ماتت أمنا
طردنا الغربان، فأصبحت لا مأوى
لنا ولا ظل بأي مكان
وقد شتت إخوانا في البلدان
سحقا لعين رأت، طفلا يبكي جوعان
لم تهم لنجدته قبل، قبل أن تنهشه الديدان
مالكم وقد قدمتمونا، للطغاة كقربان
قتلوا أمي بدم بارد، على أيدي الزعران
ولم تتحرك في عيونكم نظرة الإحسان
خوفا على مآل وجاه وسلطان
فاسمعني يا
من كنت في الدنيا جبان
نحن نرمي حملنا على الله المستعان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.