مشجع كونغولي يلفت نظر عدسات الكاميرات في المدرجات لهدا السبب

مجلة أصوات

لفت مشجع كونغولي الأنظار خلال مباريات منتخب الكونغو الديمقراطية في نهائيات كأس أمم إفريقيا المقامة بالمغرب، بعدما ظهر واقفاً دون حراك في المدرجات، في مشهد غير مألوف سرعان ما أثار فضول الجماهير وعدسات الكاميرات.

هذا السلوك لم يكن استعراضاً أو صدفة، بل رسالة رمزية يعبّر من خلالها المشجع عن وفائه لذكرى القائد التاريخي باتريس إيميري لومومبا، أحد أبرز رموز التحرر في إفريقيا.

 

ويُجسّد هذا المشجع، بطريقته الخاصة، ارتباط الكرة بالذاكرة السياسية والنضال التاريخي لشعوب القارة، مستحضراً اسم لومومبا الذي لم يكن مجرد شخصية في كتب التاريخ، بل صوتاً إفريقياً جريئاً في لحظة مفصلية.

قائد كونغولي آمن بأن الاستقلال الحقيقي لا يختزل في رفع الأعلام، بل في استرجاع الكرامة وبسط السيادة على الأرض والثروات والقرار الوطني، وهو ما جعله رمزاً دائماً للحرية والوحدة ورفض الوصاية الأجنبية بأشكالها المختلفة.

وسنة 1960، قاد باتريس لومومبا أول حكومة للكونغو المستقلة، غير أن مساره السياسي اصطدم سريعاً بتآمر داخلي وتدخلات خارجية بسبب مواقفه الصريحة واستقلالية قراره، لينتهي باغتياله سنة 1961 في واحدة من أكثر المحطات المأساوية في تاريخ إفريقيا المعاصر. ومنذ ذلك الحين، تحوّل لومومبا إلى أيقونة عالمية لمقاومة الإمبريالية والاستبداد.

وبينما تتواصل مباريات “كان المغرب” وسط أجواء احتفالية، يختار هذا المشجع الكونغولي أن يحوّل المدرجات إلى فضاء للذاكرة، مؤكداً أن كرة القدم، بالنسبة إليه، ليست مجرد تسعين دقيقة، بل مناسبة لتخليد رموز وطنية لا تزال حاضرة في وجدان الشعوب الإفريقية، ورسالة صامتة تختصر تاريخاً من النضال والوفاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.