تم افتتاح متحف تمثال الحرية الجديد فوق جزيرة ليبرتي. ويقول جون بيلتزيكر، المشرف على تمثال الحرية التذكاري الوطني وجزيرة إليس “إن أصعب شيء بالنسبة لنا جميعا نحن العاملون هنا في جزيرة ليبرتي، هو عدم إمكانية دخول كل شخص إلى التمثال”.
ويقع التمثال على بعد نحو كيلومتر شمال جزيرة ليبرتي، وكان في يوم من الأيام أكبر مراكز الهجرة وأكثرها نشاطا في الولايات المتحدة، حيث تم هناك التعامل مع أكثر من 12 مليون مهاجر، خلال الفترة من عام 1892 وحتى عام 1924.
يقول بيلتزيكر: “اعتقدنا أن نقل المتحف الصغير نسبيا إلى مكان يتيح لعدد أكبر من الناس مشاهدة محتوياته، سيكون هدية رائعة”. ويتمكن 20 بالمئة فقط من زائري الجزيرة الصغيرة – الذين يزيد عددهم على 3ر4 مليون زائر سنويا – من الدخول إلى قاعدة التمثال، حيث يتمكنوا من زيارة المتحف القديم ومشاهدة ما يحتويه من قطع أثرية، تشمل الشعلة الأصلية للتمثال التي يزيد وزنها على 1600 كيلوجرام. وقد أدى تشديد الإجراءات الأمنية بعد هجمات 11 سبتمبر الشهيرة في عام 2001، إلى تقييد حصص الزوار بصورة كبيرة، حيث عادة ما يتم القيام بحجوزات زيارة المتحف مسبقا، وقبل شهور.
وبعد نحو ثلاثة أعوام من البناء، تم أخيرا افتتاح المتحف الجديد المؤلف من طابق واحد، من الزجاج والجرانيت، في منتصف شهر أيار/مايو الماضي. وتبلغ مساحة المتحف نحو 2415 مترا مربعا، وقد تم تمويله بمبلغ 100 مليون دولار، تم جمعها من خلال التبرعات. وقد تم إنشاء المتحف بتصميم مقاوم للعواصف وبصورة متاحة للجميع. وفي خارج المتحف، يوجد سلم عملاق يرتفع حتى يصل إلى شرفة خضراء توجد على السطح في الوسط. ويسمح بالدخول المجاني لأي شخص يقوم بشراء تذكرة العبّارة إلى جزيرتي ليبرتي وإيليس. ويقع المتحف الجديد عند ظهر التمثال، على الجانب الآخر من الجزيرة.
ويعتبر التمثال (المعروف رسميا باسم “الحرية تنير العالم”)، الذي يبلغ ارتفاعه 46 مترا من القاعدة وحتى الشعلة، والذي تم إهداؤه إلى الولايات المتحدة في عام 1886، هدية من الشعب الفرنسي بمناسبة ذكرى تحالف فرنسا والولايات المتحدة أثناء الثورة الأمريكية، بالاضافة إلى إلغاء الولايات المتحدة الأمريكية للعبودية. وكان النحات الفرنسي، فريدريك أوجست بارتولدي، قام بتصميمه، كما كان المهندس المدني الفرنسي، ألكسندر جوستاف إيفل – الذي قام بعد ذلك ببضع سنوات ببناء برج إيفل في باريس – واحدا من الاثنين اللذين قاما بتصميم إطاره الصلب. وتكتسب القشرة الخارجية للتمثال، الذي يتكون من حوالي 300 ورقة نحاسية تتماسك سويا بواسطة المسامير، اللون الأخضر المميز منذ فترة طويلة.
يتكون المتحف الجديد، الذي يهدف إلى إلهام الزائرين وتثقيفهم بشأن تمثال الحرية، من ثلاث صالات عرض. والصالة الأولى، هي عبارة عن مسرح يقدم عن طريق الوسائط المتعددة (مالتيميديا)، قصة التمثال والمثل العليا التي يمثلها. وفي الصالة الثانية، يمكن للزوار استكشاف ما حدث في مخزن بارتولدي، من خلال سلسلة من شاشات الوسائط المتعددة. كما يوضح قسم آخر كيف أصبح التمثال أيقونيا في جميع أنحاء العالم، حيث تم عمل نسخا مماثلة له، بدءا من المصابيح المكتبية، وصولا إلى نماذج قطع الليجو والدمى المطاطية. وفي الصالة الأخيرة، يتم تشجيع الزائرين على التقاط صور شخصية رقمية واختيار صور ملهمة، تعكس معنى الحرية بالنسبة لهم. وتتوج الجولة بعرض نموذج لوجه التمثال وشعلته الأصلية، التي اعتُبرت غير قابلة للإصلاح وتم تفكيكها في عام 1984، وتمت الاستعاضة عنها بنسخة أخرى. وقد تم نقلها من داخل مدخل التمثال إلى المتحف الجديد قبل بضعة أشهر، باستخدام سيارة نقل خاصة. وتوفر الشرفة الموجود على سطح المتحف الجديد، بالاضافة إلى جدرانه الزجاجية، إطلالات بانورامية على مانهاتن السفلى وميناء نيويورك وتمثال الحرية نفسه.
يقول بيلتزيكر: “أستمتع برؤية التمثال في أي طقس، لأن سيدة الحرية تتغير وفقا لوجود الشمس أو عدم وجودها”.