شهدت الرياضة المنظمة في ألمانيا طفرة غير مسبوقة بعد تسجيل الأندية الرياضية رقمًا قياسيًا جديدًا في عدد المنخرطين، إذ تجاوزت العضويات 29 مليون عضوية لأول مرة، وفق إحصاءات الاتحاد الألماني للرياضات الأولمبية (DOSB) الخاصة ببداية عام 2025. وبلغ العدد الإجمالي للانخراطات نحو 29.3 مليون عضوية، أي بزيادة تفوق نصف مليون مقارنة بالسنة الماضية، وهو ما يعكس استعادة الرياضة المنظمة في ألمانيا كامل زخمها باعتبارها أكبر حركة مدنية في البلاد منذ بدء جمع البيانات سنة 1954.
وتضم ألمانيا اليوم ما يقرب من 86 ألف نادٍ رياضي موزعة عبر مختلف الولايات، وتشكل هذه الشبكة الواسعة فضاءً حيويًا يعزز الاندماج المجتمعي ويرسخ قيم التعاون والالتزام داخل المجتمع الألماني. وتشير الأرقام الصادرة عن الاتحادات الجهوية إلى أن النمو كان لافتًا بشكل خاص بين الأطفال والمراهقين، حيث شهدت فئة الشباب إقبالًا قويًا على الانضمام إلى الأندية، خصوصًا في رياضات مثل كرة القدم، والجمباز، والتنس، وألعاب القوى. كما سجلت رياضات أقل انتشارًا مثل رمي السهام، والتشجيع، والرقص، نسب نمو مهمة تعكس تنوع الخيارات الرياضية لدى الجيل الجديد.
ويرى المراقبون أن هذا التطور يعود إلى مجموعة من العوامل؛ من أبرزها رغبة المجتمع في استعادة الحياة الطبيعية بعد الجائحة، وارتفاع الوعي الصحي لدى الأسر، وتوسع العروض الرياضية داخل الأندية، إضافة إلى دعم حكومي مستمر للبنية التحتية الرياضية. كما ساهمت الأندية في لعب دور متزايد في تعزيز الاندماج الاجتماعي وتوفير فضاءات تجمع مختلف الفئات العمرية والثقافية.
من جانبه، اعتبر رئيس الاتحاد الألماني للرياضات الأولمبية، توماس فايكيرت، أن الارتفاع المسجل يمثل “انتعاشًا حقيقيًا للرياضة ولمجتمعنا”، مؤكدًا أن الأندية الرياضية أصبحت ركيزة أساسية للحفاظ على الصحة، وترسيخ قيم الاحترام واللعب النظيف، وتعزيز التماسك الاجتماعي.
في المجمل، تعكس هذه الأرقام المتصاعدة تحوّلًا واضحًا في اهتمام المجتمع الألماني بالرياضة باعتبارها عنصرًا مركزيًا في جودة الحياة والصحة العامة والتربية، وتؤشر إلى مستقبل أكثر ازدهارًا للحركة الرياضية المنظمة في البلاد.